اغتيال إسماعيل هنية: محطات في حياة قائد حركة حماس    عاجل - "هكذا العالم أفضل قليلًا".. أولى ردود الفعل داخل إسرائيل بعد اغتيال إسماعيل هنية    انخفاض كبير بقيمة 207 جنيهات للطن.. سعر الحديد اليوم في مصر الأربعاء 31 يوليو 2024    ارتفاع جديد في سعر الدواجن اليوم.. أسعار الفراخ البيضاء والبيض الأربعاء 31 يوليو 2024    عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الأربعاء 31 يوليو 2024 مستهل التعاملات في الصاغة    كيف يكون استحقاق المطلقة دون أبناء في الضمان الاجتماعي المطور 1446؟    جدول مباريات البعثة المصرية في أولمبياد باريس 2024 اليوم الأربعاء    بحضور وزير الثقافة .. انطلاق الدورة ال 17 لمهرجان المسرح المصري دورة «سميحة أيوب»    طقس اليوم: شديد الحرارة نهارا مائل للحرارة ورطب ليلا.. والعظمى بالقاهرة 37    موعد مباراة زد ومودرن سبورت بالدوري والقنوات الناقلة    جمال علام: جاهزون لمواجهة أي منافس في أولمبياد باريس 2024    قفزة في أسعار النفط بعد إعلان إسرائيل اغتيالها الرجل الثاني في حزب الله    محافظ الغربية يكرم الطالبة الحاصلة على المركز الثاني في الثانوية الأزهرية    تأييد حبس اليوتيوبر أكرم سلام عامين لتعديه على سيدة وإجهاضها    بالأسماء.. اعتماد الحركة الداخلية لضباط المباحث الجنائية في الدقهلية    علماء روس يبتكرون علاجا لمكافحة هشاشة العظام    وكيل وزارة الصحة بالمنوفية يتفقد العمل بمستشفى تلا المركزي    «زي النهارده» في 31 يوليو 1985.. وفاة عبدالمنعم عبدالرؤوف    كامل أبو علي يلتقي الرئيس السيسي خلال جولة بالساحل الشمالي    لينك نتيجة الثانوية العامة 2024 برقم الجلوس عبر موقع وزارة التربية والتعليم في القاهرة والمحافظات (استعلم الآن)    رمضان السيد يتحدث عن دوره في اكتشاف ثنائي المنتخب الأولمبي    أمين عمر حكما لمباراة بنين ونيجريا في تصفيات أمم إفريقيا    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2024.. ومواعيد الإجازات الرسمية شهر أغسطس    خطوات استخراج جواز سفر للأطفال والمستندات المطلوبة    أمريكا التي زارها نتنياهو!    السفير المغربي بالقاهرة يشيد بالدعم المصري والفرنسي للسيادة المغربية على الصحراء    مصرع وإصابة 5 أشخاص في حادث انقلاب سيارة في الغردقة    مصرع شاب دهسًا أسفل عجلات سيارة نقل في سمالوط بالمنيا    نتيجة الثانوية الأزهرية 2024، مؤتمر صحفي اليوم لإعلان النتيجة، رابط الحصول عليها    الفتوى والأسئلة الصعبة في زمن متسارع.. عن المؤتمر الدولي التاسع لدار الإفتاء المصرية    هند سعيد صالح تحيى ذكرى ميلاد والدها: كل سنة وأنت الحب الأول والأخير    توقعات الأبراج حظك اليوم الأربعاء 31-7- 2024 أبراج العذراء والسرطان والأسد    د.حماد عبدالله يكتب: التراث المصرى الحديث    كيفية أداء صلاة الحاجة وعدد ركعاتها.. دار الإفتاء توضح    نشرة التوك شو| ارتفاع تاريخي لأسعار الذهب في هذا الموعد.. وإليك خطة تطوير مصر للطيران    بعد قرار «الثلاث قاضيات».. القومي للمرأة يشكر رئيس مجلس الدولة    نصائح مهمة من وزارة الصحة لعلاج النزلة المعوية في الصيف    أكثر من نصف مليار دولار خسائر قناة السويس شهريا    تعرف على حكام مباريات اليوم بالجولة 32 من الدورى    التخبط يسيطر على اللجنة الأولمبية المصرية فى باريس.. فشل فى حل أزمات اللاعبين وتصريحات متضاربة من أجل الشو الإعلامي.. وزير الرياضة يصدر تعليماته بالتركيز مع البعثة وعدم الخروج عن النص    قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عدة قرى شرق قلقيلية    محافظ الدقهلية يترأس اجتماع لوضع تصور لتطوير ورفع كفاءة كورنيش جمصة    "عمك الشيخ أحمد الطيب".. الإمام الأكبر يهنَّئ الثانية على الثانوية الأزهرية بفلسطين    بإطلاق صاروخ باليستي من العراق تجاه مدينة إيلات الإسرائيلية    جميع مباريات ومواعيد مباريات ربع نهائى أولمبياد باريس 2024    طريقة عمل كيكة الرواني في المنزل    "أول ما بيسمعوا صوت تكّة المفتاح لازم يعملوا كده".. أبناء محمد عوض يتحدثون عنه ب"صاحبة السعادة"    حدث بالفن| تطورات الحالة الصحية لنجم وافتتاح القومي للمسرح ورسائل النجوم للمنتخب الأوليمبي    الأمن البيئي يضبط مخالفًا لنظام البيئة لإشعاله النار في أراضي الغطاء النباتي بمنطقة حائل    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2024.... وأهم مظاهر الإحتفال    الاستعلام عن فاتورة التليفون الأرضي بالخطوات وطرق سداد الفاتورة    «الأولمبي»: الفوز على إسبانيا رفع معنويات البعثة    محافظ الغربية يكرم الطالبة نفيسة محمد العفيفي الثانية مكرر على مستوى الجمهورية في الثانوية الأزهرية    روائع الموسيقار بليغ حمدى حاضرة بقوة فى مهرجان العلمين الجديدة.. سهرة غنائية طربية للفرقة المصرية للموسيقى والغناء على المسرح الرومانى.. الفرقة تتألق وتبدع فى تقديم أغانى العندليب ووردة ومحمد رشدى.. صور    دراسة تكشف تأثير العمل من المنزل على الابتكار وجودة الأفكار    خالد الجندي يستشهد بفتوى الشعراوي للرد على من يحرمون الغناء    مفتي الأردن: ما يحدث في غزة واقعًا عمليًّا على الانحدار الأخلاقي للجهات المتطرفة    "مِنْ أَسْبَابِ الرِّزْقِ الخَفِيَّةِ التَّقْوَى" الأوقاف تعلن موضوع خطبة الجمعة المقبلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شلال الثورة يتدفق وسيكتسح بقايا النظام الفاسد
نشر في اليوم السابع يوم 08 - 03 - 2011

الكل يعرف أن المكانة المرموقة التى يحتلها الجيش المصرى فى قلب كل واحد منا تنهض بشكل رئيس على الدور الوطنى الذى لعبه هذا الجيش منذ تأسيسه عام 1820 وحتى الآن، فبامتداد قرنين من الزمان تقريباً حافظ الجيش على الوطن بقدر طاقته، فى الوقت الذى لم يعتدِ فيه على الشعب أو يثير حفيظته، مثلما فعل الكثير من ضباط الشرطة الذين ضربوا الناس وأذلوهم خاصة فى العقود الأخيرة.
هذه المكانة المرموقة يمنحها المصريون لجيشهم طالما كان يمارس مهامه العظيمة فى تأمين حدود الوطن من الأعداء الخارجيين، لكن حين يتولى الجيش السلطة السياسية، وأكرر السلطة السياسية، كما هو واقع الآن، فليس من حقنا أن نطرح عليه آراءنا بكل وضوح وصراحة فحسب، بل ونختلف مع بعض قراراته من أجل صالح هذا الشعب من وجهة نظرنا.
عندما أعلن عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق بوجه متجهم فى مساء الجمعة 11 فبراير الماضى أن الرئيس مبارك قرر تخليه عن الحكم (وليس تنحيه، وإن كنت أرجح أن الجيش أجبره على الرحيل)، بعد أن فوض المجلس العسكرى إدارة شئون البلاد، أقول عند هذه اللحظة بالضبط تمت إضافة سلطات سياسية إلى الجيش، بجانب مهامه العسكرية. وعليه أصبح من الطبيعى أن نعترض على القرارات السياسية التى يصدرها المجلس العسكرى إذا كانت لا تلبى طموحات الشعب، فى الوقت الذى نرحب فيه بأى قرار يستجيب لأشواق الناس فى تحقيق مجتمع ديمقراطى أكثر حرية وعدلاً ونظافة وجمالاً. ولعل الحبور الذى يعترى الناس من جراء تحويل رموز النظام السابق برئيسه المخلوع وأسرته إلى المحاكمة بتهم الفساد خير دليل على أن المجلس العسكرى يتفهم حاجات الجماهير فى معرفة الحقائق وكشف المستور.
من هنا أيضاً وجب أن نؤدى التحية إجلالاً للمجلس العسكرى الذى أقال الدكتور أحمد شفيق وحكومته "يقولون إنه قدم استقالته من باب حفظ الكرامة ليس إلا"، بعد أن تيقن أنها حكومة مرفوضة من الغالبية العظمى من الجماهير التى انطلقت فى ثورة مجيدة لإسقاط نظام مبارك، وليس مبارك فقط.
صحيح أن قرار المجلس العسكرى جاء بعد ضغط شعبى عارم (أكتب هذا الكلام فجر الجمعة 4/3/2011 وقبل المظاهرة المليونية المزمع تنظيمها اليوم احتفالاً بالنصر)، إلا أنه يؤكد أن قادة المجلس العسكرى ينصتون إلى نبض الملايين الذين يحلمون بمصر جديدة... مصر حرة وعفية.
اللافت للانتباه أن رئيس الوزراء الجديد الدكتور عصام شرف قرر بذكاء الانضمام إلى حشود المتظاهرين الجمعة الماضية فى إشارة واضحة إلى كونه يريد أن يستمد شرعيته من هذه الحشود التى تمثل غالبية الشعب المصرى بكافة طبقاته وأطيافه. كما أن الرجل له تاريخ مشرف آخرها انضمامه إلى الثوار وخروجه فى مظاهرات ميدان التحرير للمطالبة بتنحى مبارك.
حسناً... إن المسافة تضيق بين الثوار والمجلس العسكرى فى هيئته السياسية، بمعنى أن إقالة الدكتور شفيق وتكليف الدكتور عصام شرف برئاسة الوزارة كان استجابة لأحد مطالب الجماهير الأساسية، لكن مازال هناك العديد من المطالب المهمة التى ترفعها الجموع لم يتم تنفيذها حتى الآن، منها إنقاذ آلاف المصريين العالقين على الحدود الليبية التونسية فوراً، والإفراج فى الحال عن جميع المعتقلين السياسيين، وإلغاء حالة الطوارئ المفروضة من ثلاثين عاماً، وإعادة هيكلة وزارة الداخلية، حتى لا يظل يعمل بها ضباط من أصحاب الجلد الغليظ يتعالون على الناس ويهددونهم بالضرب (بالجزمة) مثلما فعل مدير أمن البحيرة مؤخراً الذى نقلوه ولم يقيلوه!
كما أن فريق المحافظين الموالين للنظام السابق مازال يقبض على السلطة فى المحافظات، الأمر الذى يخدش وجه الثورة الجميل. أما مآسى المجالس المحلية التى ينبغى حلها، فحدث عنها ولا حرج.
باختصار... وبغض النظر عن تلكؤ هنا وألاعيب هناك، فإن شلال الثورة يتدفق بقوة، وسيكتسح حتماً بقايا النظام الفاسد الذى نهبنا وخنقنا عقوداً طويلة، وما علينا سوى الحفاظ على شعلة الثورة متقدة، مع الحذر دوماً من خبث الذين خسروا نفوذهم الطاغى، وفقدوا مناصبهم المرموقة وجمدت أموالهم الحرام، لأنهم لن يستسلموا بسهولة، من أول الرئيس المخلوع وابنه الحالم بالعرش، حتى أصغر مدير فاسد فى مؤسسة خربة، ورجل أعمال مشبوه!
* ملحوظة ليبية:
أما وقد انتفض الشعب الليبى العظيم ضد طاغية من طراز عجيب، يرى نفسه نصف إله، وأكثر من نبى، فإن ذلك يؤكد أن لصبر الشعوب حدوداً، وأن الطغاة لا يتعلمون أبداً من قراءة التاريخ، حتى لو اعتقد هذا الطاغية المخبول أنه رمز العزة والمجد، وأنه هو الذى صنع ليبيا!
فقط... أرجوك لاحظ أن كل الليبيين الذين تتم استضافتهم فى الفضائيات ليعلقوا على الأحداث الجارية فى بلدهم يتمتعون بعقل راجح وجهاز نفسى سليم، فمن أين إذن جاء هذا القذافى؟ وكيف يزعم أنه لا يملك أى سلطة حتى يتنحى عنها، فى الوقت الذى لا يعرف فيه الناس خارج ليبيا أى رجل ليبى آخر سواه هو وابنه؟
نعم... لقد انطلق العصر الذهبى للشعوب العربية، وما أجمله من عصر!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.