قال عاموس هرائيل، المحلل السياسى فى صحيفة "هاأرتس" إن إيران أرسلت رسالتين إلى العالم من خلال مرور السفينتين الحربيتين عبر قناة السويس، مفادها أن طهران تحتفل بسقوط الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك، وأنها طورت علاقاتها مع مصر. وأضاف عاموس أنه على مدار سنوات عدة منع الرئيس مبارك عبور السفن الإيرانية من قناة السويس، فى حين سمح للسفن والغواصات الإسرائيلية المرور عبر القناة لردع إيران. وأشار عاموس إلى أن إيران ترسل من ناحية أخرى رسالة غير مباشرة إلى تل أبيب وهى أنها تمكنت من مرور سفنها الحربية المحملة بالأسلحة والصواريخ أمام أعين سلاحى الجو والبحرية الإسرائيلى دون أن يتعرضا لهما حتى رستا بميناء "لطيقا "السورى، بعد أن مرتا بالبحر المتوسط الذى تطل عليه الشواطئ الإسرائيلية". واستبعد عاموس أن تكون التجربة التى أجرتها إسرائيل على منظومة "حيتس 2" المضادة للصواريخ البالستية بعيدة المدى بالولايات المتحدة له علاقة بمرور السفينيتن، حيث إنه تم تحديد موعد التجربة منذ أكثر من شهر. وتساءل عاموس لماذا اختارت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن يكون الهدف الذى ستجرى عليه التجربة من سفينة حربية بالقرب من شواطئ ولاية كاليفورنيا، ولم يكن هدفاًَ تم إطلاقه من على منصة صواريخ ثابتة ؟. وأوضح عاموس أن وزارة الدفاع أجرت عدة تجارب على المنظومة فى صحراء النقب، لكن معظم التجارب باءت بالفشل، فتقرر إجراء التجربة على هدف بحرى يطلق من سفينة أو من غواصة، وكانت النتيجة أن نجحت التجربة بشكل أذهل المسئولين بوزارة الدفاع، حيث تمكن صاروخ حيتس من إسقاط الهدف بعد دقيقة ونصف من إطلاقه. واختتم عاموس مقاله أن نجاح التجربة يعد بمثابة رد للرسائل الإيرانية، وأن تل أبيب قادرة على ردع أى هجوم إذا ما فكرت طهران فى شنه، وأن الرد الإسرائيلى سيكون قاسياً بشكل لن تتحمله إيران.
