يتزايد التخوف في إسرائيل من أن تتحول مصر في أعقاب ثورة 25 يناير، التي أسقطت الرئيس السابق حسني مبارك، إلى "دولة مواجهة" واحتمال اقترابها من إيران، على إثر السماح لسفينتين حربيتين إيرانيتين، بالعبور في قناة السويس متوجهة إلى البحر المتوسط في طريقها إلى سورية. وكتب ألوف بن، المحلل السياسي في صحيفة "هاآرتس"، في عددها الصادر اليوم الأحد، أنه "تتزايد التخوفات في إسرائيل من أن تتحول مصر مرة أخرى إلى دولة مواجهة، الأمر الذي يزيد من شعور العزلة والحصار الدولي، والذي تعزز وحسب في فترة ولاية بنيامين نيتانياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي". وأشار الكاتب إلى احتمال عبور السفينتين الحربيتين الإيرانيتين لقناة السويس، وذكّر في هذا السياق بسماح مصر قبل عام ونصف العام بعبور غواصة إسرائيلية نووية من طراز "دولفين" للقناة المصرية إلى البحر الأحمر. ورأى بن أن "الإبحار غير المألوف (للغواصة "دولفين") عبر عن تعزز التعاون الإستراتيجي بين إسرائيل ومصر، وتم تفسيره على أنه رسالة تهديد لإيران، وعبور الغواصة، أظهر أن بإمكان إسرائيل نشر ذراعها الرادعة بسرعة قرب الساحل الإيراني، وبمساعدة صامتة من مصر". وأضاف أنه "قناة السويس تستخدم الآن مرة أخرى لتمرير رسالة رادعة، لكن بالاتجاه المعاكس، فمصر سمحت لسفينتين حربيتين إيرانيتين بالعبور منها في طريقها إلى ميناء سوري"، وأن المصريين تجاهلوا الضغوط وانتقادات الإسرائيليين التي اعتبرت عبور السفينتين "استفزازا". ورأى بن أن "عبور السفينتين يمثل التحول الذي بدأ يظهر في توازن القوى الإقليمي في أعقاب سقوط حسني مبارك"، وأن "مصر ترسل إشارات مفادها أنها لم تعد ملتزمة بالحلف الإستراتيجي مع إسرائيل ضد إيران، مثلما كان عليه الحال في عهد الرئيس المخلوع، وأنها أصبحت مستعدة للتعاون مع إيران مثلما تفعل تركيا بالضبط في السنوات الأخيرة". ولفت المحلل إلى أنه "منذ اندلاع الانتفاضة ضد مبارك ازدادت برودة السلام البارد (أصلا) بين مصر وإسرائيل"، وأن مؤشرات ذلك يمكن رؤيتها من خلال توقف مصر عن تزويد إسرائيل بالغاز الطبيعي، وعودة الشيخ يوسف القرضاوي إلى القاهرة بعد نفي دام عشرات السنين، أضاف بن أن عودة القرضاوي "أعادت العداء لإسرائيل إلى صلب الخطاب العام حول مصر المستقبلية التي ستقام على أطلال نظام مبارك". وربط بن بين الوضع الجديد في مصر، والخطوات الإيرانية، وسياسة إسرائيل الرافضة لتجميد الاستيطان من أجل استئناف العملية السياسية والمفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية بهدف إعادة تعزيز مكانة إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في المنطقة. ورأى المحلل الإسرائيلي أنه على الرغم من أن الإدارة الأميركية لم توضح ما إذا كانت ستجبي ثمنا من إسرائيل بعد استخدام الفيتو لإسقاط مشروع قرار فلسطيني لإدانة الاستيطان في مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة الماضي، فإن الرئيس الأميركي باراك أوباما "سيدعي أن أمريكا ملزمة بتعزيز مصداقيتها في العالم العربي، وينبغي على إسرائيل المساهمة في تعزيز الأنظمة الجديدة وضمان صداقتهم (لأمريكا)". لكن بن أشار إلى أن "نيتانياهو وحكومته لا يزالون يتحصنون في هذه الأثناء في مواقف "عدم التنازل عن أي شبر"، و'لا يوجد أحد يمكن التحدث معه أو شيء يمكن التحدث حوله'، وهي توجهات تعززت بعد أن ساءت العلاقات مع مصر".