على امتداد سواحل شمال سيناء وحيثما تقترب المياه من سطح الأرض تنتشر بساتين النخيل، وتتركز فى المناطق القريبة من شاطئ البحر فى نطاق شرق العريش وتزيد مساحتها فى مناطق غرب العريش وبئر العبد ورمانة. هذه البساتين تجود بإنتاج أنواع من البلح يكتمل نموه ونضجه فى هذا التوقيت من كل عام، ويبدأ المزارعون فى جمعه بعضهم يقوم ببيعه كبلح ورطب، وآخرين يقومون بتصنيعه عجوة أو تجفيفه للبيع لاحقا تمرا أو بلح ناشف بطرق بدائية وسط تأكيدات المزارعين أن الإنتاج يضيع الغالبية منه هدرا ويتحول لأعلاف للأغنام نتيجة تكلفة نقله للأسواق المرتفعه وصعوبة تسويق إنتاج تصنيعاته من العجوة والتمور، والأهم بحسب قولهم عدم وجود مصنع متخصص للاستفادة من هذه الثروة المهدرة . يقول "غانم عياد" صاحب مزرعة نخيل جنوب مركز بئر العبد، إن زراعة النخيل تعد الحرفة الرئيسية للسكان على امتداد المناطق من شرق العريش حتى رمانة فى نطاق يصل لنحو 70 كيلو مترا، وتتوارث الأجيال بساتين النخيل التى زرعها أجدادهم ويجددون زرع الجديد منها، وتعبر شجرة النخيل ثروة فى الماضى عندما كانت تؤمن الغذاء فى فصل الشتاء إذ يتم تصنيع العجوة وحفظها وتناولها، والاستفادة من مخلفات تصنيعها كأعلاف للحيوانات وجريدها لبناء المساكن وإجزاء منها كحطب لإشعال النيران فيه. أضاف فى الحاضر تراجعت الفائدة بالنخيل بسبب تعرض البساتين لهجمات "الدود" وهلاك كميات منه، فضلا عن تكاليف تجهيز النخلة لتصبح جاهزة للطرح والإنتاج الجيد وهى تكاليف باهضة يكاد إنتاجها من البلح لا يوازيها. وأشار "محمد رضوان" من تجار الفواكه، أنه يقوم بشراء البلح الخام من المزارعين بأسعار تتراوح مابين 5 إلى 7 جنيهات للكيلو وبيعه فى الأسواق بأسعار من 10 إلى 12 جنيها للكيلو. وقالت "أم محمود" من بئر العبد، إن السيدات فى هذه المناطق اعتدن فى هذا الموسم صناعة العجوة حيث يجهزن مكان لها يسمى "مشرة" وفيها يتم تجميع الرطب وتجهيزة وغسلة ثم عجنه وصناعة العجوة على هيئة أقراص وتنشيفها تحت حرارة الشمس بطريقة تتوارثها الأجيال دون تغيير، وبعد جفافها يتم بيعها بأسعار تتراوح مابين 30 إلى 50 جنيها للكيلو. وبدوره أكد "حمدان عبد الرحمن" من المزارعين، أن المطالب القديمة التى تتجدد كل عام هى إيجاد منافذ بيع لإنتاج النخيل، لافتا إلى أن بعض صغار المزارعين ومن يملكون بساتين نخيل فى أماكن بعيدة عن الطرق يقطعون البلح ويجففونه كأعلاف نتيجة تكلفة نقله العالية. أضاف أن الحل للاستفادة من ثروة نخيل سيناء هو إقامة مصنع متخصص لإنتاج النخيل من البلح ومشتقاته وكذا إنتاج الجريد، ووجود مثل هذا المصنع سيعيد الاهتمام بأهم ثروة غير مكلفة فى شمال سيناء، وسيوجد مزيد من التنافس فى التوسع فى زراعة النخيل وإيجاد اصناف جديدة منه. وقال المهندس عاطف مطر وكيل وزارة الزراعة بشمال سيناء، إن النخيل من أهم ثروات شمال سيناء الزراعية، ودور المديرية هو المحافظة على هذه الثروة من خلال حصر مناطق الزراعات وتوجيه الإرشاد الزراعى لتوعية المزارعين بمخاطر سوس النخيل، وإيجاد أصناف جديدة خصوصا فى المزارع الحديثة، معربا عن أمله لن يتم فعليا إيجاد سبل تسويق جديدة للإنتاج . وبدوره أشار نصرالله محمد نصرالله رئيس مركز ومدينة بئر العبد إلى أن يتوجه اهتمام المستثمرين نحو استثمار إنتاج النخيل ومشتقاته، وقال إنه يوجد منطقة صناعية مجهزة بالمرافق فى نطاق مدينة بئر العبد جاهزة لاستقبال المستثمر الجاد للبدء فى مثل هذا المشروع . جنى النخيل