كشف مصدر أمنى رفيع المستوى أن جهاز مباحث أمن الدولة بالإسكندرية استدعى اثنين من كبار مشايخ السلفية، وهما الشيخ أحمد المحلاوى وياسر برهامى، للاستعانة بهما فى التوصل إلى معلومات تفيد فى الوصول لخيط جديد يكشف عن المنفذ الحقيقى لحادث انفجار كنيسة القديسين ليلة رأس السنة، وسيناريو ارتكابه. وحسبما أكد المصدر فإن الأجهزة الأمنية لجأت للشيخين بسبب قدرتهما على تحريك قطاع كبير من الشباب فى الفترة الأخيرة، وتحديداً فى أزمة المظاهرات التى ضربت أنحاء الإسكندرية للمطالبة بعودة كاميليا شحاتة. وأشار المصدر إلى أن دور مشايخ السلفية يتمثل فى إعطاء أجهزة الأمن معلومات مهمة عن الشباب الثائرين، أو عن الذين يتعاونون مع جهات أجنبية، وتوعدوا قبلاً بإصابة الكنائس المصرية بأذى فى حال عدم الإفراج عن كاميليا شحاتة. هذا وما زالت القضية تحمل العديد من علامات الاستفهام، فمع انتهاء نيابة الإسكندرية، برئاسة المستشار عادل عمارة المحامى العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية، من مناقشة جميع الشهود، سواء كانواً مصابين أو أصحاب السيارات أو أفراد حراسة أو حتى شهود عيان، خرجت الآراء ووجهات النظر المختلفة من بعض الجهات الأمنية الرسمية وغير الرسمية، وكذلك من داخل الكنيسة والشارع، حول الفاعل الحقيقى للجريمة، حيث أشارت أصابع الاتهام بادئ الأمر إلى إسلام عادل محمد، الشاب الكيميائى الذى يعمل فى إحدى الشركات الخاصة، ولا يتعدى عمره 24 سنة، والذى يرقد حالياً فى المستشفى بين الحياة والموت تحت حراسة أمنية مشددة، وعلى يمينه يجلس وكيل نيابة لاستجوابه فور إفاقته، وهو نجل صاحب السيارة «الاسكودا» الخضراء، وكان يقودها وقت الحادث، واشتبه الجميع فى أنها السيارة الأولى التى تم تفجيرها، وأن قائدها هو الذى قام بالضغط على زر تسبب فى الانفجار، بحسب راويات بعض شهود العيان، ومنهم ريمون عطا الله، مترجم سياحى، والذى أكد أنه التفت إلى السيارة الخضراء مع أصحابه، خاصة بعد رؤية اللوحة المكتوبة بخط النسخ واللافتة للنظر، ومكتوب عليها «البقية تأتى»، وتابعها هو وأصدقاؤه لينزل منها أربعة ويبقى قائدها الملتحى، وكان يرتدى جلباباً أبيض قصيراً فوق بنطال، ثم بعد دقائق نزل هو الآخر ومعه ما يشبه الهاتف المحمول، إلا أنه بعد دقائق ضغط عليه فانفجرت السيارة، وأصيب هو الآخر قبل أن يهرب بعيداً عن السيارة. أما المتهم الثانى، المجهول، فهو ما صنعته أيدى خبراء التجميل باستكمال الرأس المبتورة، والتى تم إيجادها بين أشلاء الجثث، ولم يقم أحد حتى الآن بالإبلاغ عن صاحبها، أو معرفة هويتها، وباعتبارها غريبة عن الضحايا فهى ترسم سيناريو آخر للجريمة، وهو ارتداء صاحب هذه الرأس حزاماً ناسفاً حول جسده، ثم قيامه بعملية انتحارية لصالح إحدى المنظمات. على أن التحقيقات التى باشرتها النيابة، وأشرف عليها النائب العام المستشار عبد المجيد محمود بنفسه، وردت فيها بعض الألغاز تعمل النيابة على حلها، وأهمها وجود قدمين غير متطابقين، وثبت عدم وجود أى مصاب أو متوفى مدفون مبتور القدمين، بما يلمح إلى وجود متهمين آخرين غير معلومين.