قالت مجلة التايم الأمريكية إن حزب الله اللبنانى يخشى من هجمات تستهدفه من قبل اللبنانيين السنة على غرار تلك التى ينفذها تنظيم القاعدة. وأوضحت الصحيفة أنه بعد أيام من اعتقال رجل الدين السنى المتشدد فى لبنان عمر بكرى، والذى صدر ضده حكم من محكمة لبنانية بالسجن مدى الحياة لإدانته باتهامات تتعلق بالإرهاب، استقبل زائرا غير متوقع فى زنزانته بمقر شرطة بيروت. فكان هذا الزائر هو نوار سهيلى، عضو حزب الله الشيعى اللبنانى الذى يعد العدو المحلى الأكثر قوة للسلفيين، وهو محام عرض على بكرى مساعدته قانونياً. ويوضح بكرى، حسبما تشير التايم، إلى أن سهلى قال له إنه حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، قد أوفده لتولى الدفاع عنه. وربما يبدو قرار نصر الله بمساعدة بكرى غريباً نظراًُ لأن هذا الرجل السلفى قد انتقد فى الماضى حزب الله. وكان بكرى قد صرح لصحيفة لبنانية عام 2007 أنه يرفض "الكانتونات" المسلحة لحزب الله فى لبنان، وتساءل عن الأسباب التى تجعل مقاومة إسرائيل متمركزة فى المذهب الشيعى. ورغم ذلك وفى ضوء المستقبل القاتم الذى ينتظره وافق بكرى على عرض حزب الله، وتم إطلاق سراحه بكفالة حتى تتم إعادة محاكمته فى مارس المقبل. ويقول بكرى من منزله فى مدينة طرابلس اللبنانية إنه يعمل الآن على الجمع بين السنة والشيعة حول قضايا محددة مثل مواجهة إسرائيل. وتبرر الصحيفة هذا بالقول إنه مع زيادة التوتر بين السنة والشيعة فى لبنان، فإن حزب الله يبحث عن حلفاء له داخل الجالية السلفية الصغيرة لكنها خطيرة، والذين لا يعترفون حتى بالمذهب الشيعى. ويواجه حزب الله مأزقاً الآن مع انتظار لبنان لنتائج المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق رفيق الحريرى عام 2005. وهناك تكهنات بأن اتهامات ستوجه إلى عدد من أعضاء حزب الله، وهو ما أنكره الحزب وطالب الحكومة برئاسة سعد الحريرى بإنهاء كل أشكال التعاون مع هذه المحكمة. ويخشى كثير من اللبنانيين من أن اتهام حزب الله باغتيال الحريرى ربما يؤدى إلى اندلاع الصدامات الطائفية بين الشيعة والسنة. ونقلت المجلة الأمريكية عن على خريس، نائب شيعى بالبرلمان اللبنانى وحليف حزب الله، قوله إن اتهام جماعة شيعية بقتل قائد سنى بارز بمثابة كارثة. ويتمتع حزب الله بالقوة العسكرية، وهو أكثر قوة من الجيش اللبنانى نفسه، ويستطيع أن يسحق أى منافسين مسلحين له فى شوارع لبنان، لكن الحزب الذى طالما كان ينظر إليه كبطل لتوحيده بين الفصائل المختلفة يشعر بالقلق من التهديد الذى يمثله المسلحون السنة المتشددون الذين يتهمون الشيعة بأنهم مرتدون. وهذا الشعور بعدم الارتياح له أساس بالتأكيد، ففى الأسبوع الماضى، قتل حوالى 39 شخصاً وجرح العشرات فى تفجير انتحارى نفذته جماعة جند الله السنية المسلحة فى إيران، عندما قام انتحارى بتفجير نفسه وسط حشد كان يحتفل بذكرى عاشوراء. وفى الأسبوع الماضى، عقد القادة السنة فى لبنان مؤتمراً مشتركاً فى طرابلس ووجهوا نقداَ شديداً لحزب الله والمخابرات العسكرية فى لبنان. وقال عضو البرلمان اللبنانى السنى محمد كابرا إن الجيش يشجع السنة فى لبنان على قبول حماية حزب الله.