تُطلق مكتبة الإسكندرية، يوم الأربعاء الموافق 29 ديسمبر الجارى، التقرير الثالث لمرصد الإصلاح العربى، الذى يعد محاولة لاستطلاع ورصد وقياس خطى الإصلاح بكافة مستوياته فى العالم العربى، ويتناول هذا العام قضية الإصلاح فى مجال التعليم، وهو تحرير الدكتور مصطفى علوى؛ الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة. يشارك فى تدشين التقرير نخبة من المثقفين والخبراء المصريين والعرب، ومنهم الخبير الاقتصادى الدكتور سمير رضوان، والدكتور قدرى حفنى؛ أستاذ علم النفس السياسى بجامعة عين شمس.. وقد تم اختيار إدراك النخبة العربية للإصلاح فى مجال التعليم كموضوع للتقرير السنوى الثالث لمرصد الإصلاح العربى، لما يحظى به التعليم من أهمية بالغة فى تقرير مستقبل كل مجتمع عربى والمنطقة العربية بأكملها، ولدور التعليم فى إصلاح السياسة والاقتصاد والمجتمع والثقافة، فالتعليم هو بوابة البحث العلمى، وهو طريق توليد نخبة قادرة على تحمل مسئولية الإصلاح، فإذا فسد التعليم لا يمكن توقع أى نجاح لعملية الإصلاح فى أى من مجالات الحياة. وتبنت مكتبة الإسكندرية على مدار السنوات الثلاث الماضية مشروع مرصد الإصلاح العربى، وهو مشروع بحثى إحصائى يقوم بالأساس على دراسة تطور إدراك النخبة العربية للإصلاح فى كافة المجالات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، سواء كان هذا الإدراك فى اتجاه سلبى أو إيجابى.. وتتم دراسة إدراك النخبة فى خمسة فصول، يحدد الأول الإطار المنهجى الحاكم للدراسة، ويتناول الثانى إدراك النخبة للإصلاح السياسى، ويرصد الثالث إدراكها للإصلاح الاقتصادى، ويعالج الرابع حال الإصلاح الاجتماعى فى إدراك النخبة، أما الخامس فيتعامل مع إدراك النخبة للإصلاح الثقافى. ويرتكز مرصد الإصلاح العربى على محورين أساسيين: الأول يتضمن قياس الخطوات التى تم تنفيذها فى المجتمعات العربية والتى تعكس خطوات فى طريق الإصلاح وتضمن فى الأغلب تحولات ذات صلة بالإصلاح الدستورى والمؤسسى، والثانى يتضمن قياس إدراك المواطن العربى لتطبيق الإصلاح بجوانبه المختلفة، وذلك من منطلق سد الفجوة المعرفية لمستوى إدراك الفساد وتطوره فى الوطن العربى، ونتيجة لعدم معرفة الجمهور العام فى المجتمعات العربية ببعض الجوانب التى يتم التصدى لها؛ تم الاقتصار على قياس إدراك النخبة العربية باعتبارها الشريحة الأكثر قدرة على تقييم خطوات الإصلاح. وكانت مكتبة الإسكندرية قد أطلقت التقرير الأول لمرصد الإصلاح العربى فى عام 2008 ليرصد ويحلل إدراكات النخبة العربية لحال الإصلاح فى البلدان العربية المختلفة وفى المنطقة العربية بشكل عام فى عام 2007، وفى عام 2009 صدر التقرير السنوى الثانى لمرصد الإصلاح العربى مغطيًا إدراك النخبة العربية لحال الإصلاح فى عام 2008، وقد جرت مناقشة كل من التقريرين الأول والثانى على مستويين، تمثل أولهما فى حلقة نقاش مغلقة مع عدد محدود من الخبراء تولوا قراءة مسوَّدة التقرير ومناقشتها والتعليق عليها، أما المستوى الثانى، فتمثل فى ندوة عامة عقدت فى مكتبة الإسكندرية لتدشين التقرير فى شكله النهائى بعد إدخال التعديلات المطلوبة عليه فى ضوء مناقشات الحلقة المغلقة، ولطرح أفكار ورؤى تخدم هدف تطوير العمل المنهجى والفكرى الخاص بتقرير المرصد للعام التالى.. ولقد ركز تقريرا المرصد لعامى 2008 و2009 على دراسة رأى النخبة وإدراكها للإصلاح السياسى والاقتصادى والاجتماعى والثقافى فى المنطقة العربية.