يرقد الآن محمد مهران، على سرير المرض، محمولًا على تاريخ متفرد من النضال والعطاء، بلغ ذروته وقت العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، باقتلاع عينيه فى عملية وحشية تحمل فى طياتها دراما من نوع فريد، بطلها هذا الإنسان الاستثنائى فى عطائه الوطنى. وحتى لا ننسى تاريخنا، أقدم سيرة هذا البطل العظيم لمن لا يعرف، وأحملها عطرًا جميلًا لمن يحتاج إلى استنشاق روائح تاريخنا الذكية كى تعينه على الأمل فى ظل هذه الأيام العصيبة التى نعيشها.
هو ابن مدينة بورسعيد، الذى كان من أبطال المقاومة الفدائية الشعبية فيها، وقت إنزال بريطانيا وفرنسا قواتها فى المدينة بداية شهر نوفمبر 1956، بعد أن رفضت مصر الإنذار البريطانى الفرنسى بعودة الأوضاع إلى ماكانت عليه قبل قرار جمال عبدالناصر، بتأميم قناة السويس فى خطابه التاريخى بميدان المنشية فى الإسكندرية، يوم 26 يوليو 1956. كان قرار التأميم ردًا على رفض أمريكا والبنك الدولى تمويل مشروع السد العالى، فى محاولة لإذلال مصر بفرض شروط عليها كانت بمثابة رهن إرادتها وقرارها السياسى لأمريكا، وأمام ذلك كان قرار تأميم القناة بعد أن ظلت تحت سيطرة بريطانيا وفرنسا منذ افتتاحها عام 1869.
كان محمد مهران وقتها يبلغ من العمر 18 عامًا فقط «مواليد 6 سبتمبر 1938 حى العرب بورسعيد»، وحسب روايته للكاتب الصحفى محمد الشافعى فى كتابه «شموس فى سماء الوطن»، تم استدعاؤه مع فدائيى بورسعيد صباح يوم 27 يوليو، وهو اليوم التالى لقرار التأميم، وأسند إليه قيادة السرية الثانية من الكتيبة الأولى، وتم تكليفه بالدفاع عن مطار بورسعيد وطريق بورسعيد الشمالى الغربى، وكوبرى الجميل الذى يصل بورسعيد بدمياط.
انتقل مهران إلى الموقع الذى كلف بالدفاع عنه، وبدأ فى تلقى التدريبات مع مجموعته، واستمر ذلك حتى يوم 29 أكتوبر 1956 عندما حدث العدوان الإسرائيلى على سيناء، وبدأت الغارات الجوية على بورسعيد من الطائرات البريطانية والفرنسية، واستمرت حتى يوم 5 نوفمبر الذى حدث فيه إنزال لقوات مظلات إنجليزية فى غرب المطار الساعة السابعة والنصف صباحًا، واستطاع الفدائيون القضاء على الدفعة الأولى من هذه القوات، وكان قوامها من 25 إلى 40 فردًا.
حدث الإنزال الثانى بمنطقة «الجميل»، وبدأ القتال مع المظليين الإنجليز، وكان عدد الفدائيين 73 فردًا تمكنوا من قتل عدد كبير من هؤلاء المظليين، وتلقى مهران فى هذه المعركة إصابة فى رأسه أفقدته الوعى وعند الإفاقة فوجئ بجنود الإنجليز حوله، ثم حملوه إلى المطار لتبدأ معه الدراما الحقيقة فى قصته النضالية والإنسانية.
فوجئ مهران بشحنه من مطار بورسعيد إلى قاعدة عسكرية بريطانية فى قبرص، وفيها حدث تحقيق معه يتذكره، قائلًا: «التف حولى مجموعة من الضباط يقودهم كبير فى شكل محكمة عسكرية، وقال كبيرهم: سنسألك وأنت تجيب، اسمك محمد مهران عثمان، فدائى من بورسعيد، فقلت لهم: بطاقتى العسكرية تقول ذلك، فقال: أريد أن أعرف كل شىء عن مجموعات الفدائيين وعددهم وأماكنهم وتحركاتهم والمهام الموكلة لهم، وأسلحتهم وأنواعها ورتبهم وقادتهم داخل وخارج بورسعيد، ونفس الشىء بالنسبة للتشكيلات العسكرية لأنكم تعرفون كل شىء عن بعض». فماذا كان رد مهران؟ وماذا حدث له؟.. غدًا نتابع. مصر بورسعيد سعيد الشحات مركز "معلومات الوزراء" ينشر توقعات الطقس اليوم وغدا اليوم.. انتهاء امتحانات الثانوية العامة للطلاب المصريين فى السودان صراع شرس بين "القطبين" الأهلى والزمالك فى السوبر الأفريقى لليد بالمغرب.. أبناء عاصم حماد يطمحون فى حصد اللقب الأول فى تاريخ الأحمر.. والكوماندز يبحث عن النجمة ال"5" لمصالحة الجماهير الجامعات فى طريقها لحسم قضية التعليم المفتوح.. النظام الجديد يعتمد على التعليم الإلكترونى.. ويشترط اللقاء المباشر بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب بنسبة 25%.. ومرور 5 سنوات على الشهادة المتوسطة للمتقدم بالصور.. اشتباكات عنيفة فى تشيلى خلال مظاهرات مطالبة بإصلاح نظام التعليم بالصور.. مهرجان رش المياه بالأفيال فى تايلاند لا توجد تعليقات على الخبر لا يوجد المزيد من التعليقات. اضف تعليق الأسم البريد الالكترونى عنوان التعليق التعليق مشاركتك بالتعليق تعنى أنك قرأت بروتوكول نشر التعليقات على اليوم السابع، وأنك تتحمل المسئولية الأدبية والقانونية عن نشر هذا التعليق بروتوكول نشر التعليقات من اليوم السابع