تحتفل مدينة بورسعيد بذكرى عيدها القومي ذكرى انتصارها على العدوان الثلاثي، والموافق "23 ديسمبر " ، والذي يتميز بطقوس ومراسم خاصة كل عام بقيام محافظ المدينة، والقيادات الشرطية والقوات المسلحة بوضع إكليل من الزهور وقراه الفاتحة على رمز الجندي المجهول بميدان المسلة المواجه لديوان عام المحافظة . فتلك الذكرى تجعلنا نستعيد ذاكره الأبطال، أبطال المقاومة الشعبية اللذين ضحوا وتفانوا بكل شجاعة وتضحية، حتى انتصروا على ثلاثة دول كانوا وقتها أكبر قوى العالم "فرنسا وإسرائيل وإنجلترا" . فمن ضمن الأبطال اللذين شاركوا ولهم بصمات البطل "محمد مهران" الذي قامت القوات الإنجليزية باقتلاع عينيه لرفضه الإفصاح عن أية معلومات خاصة بالجيش المصري للعدو، والحاج "محمد فوزي أبو الطاهر" أحد أبطال الفدائيين اللذين خاضوا معارك حرب 1956، والبطل "عبد المنعم الشاعر" والذي شارك بأعمال المقاومة وعمره 17 عام، والعديد من الأبطال الذين لن ينساهم التاريخ . ولا ننسى الطفل الصغير المناضل وقتها "مصطفى شردي" والذي كان يخبئ الكاميرا الفوتوغرافية بين طيات ملابسه، ويتنكر لكي يلتقط صوراً للعدو، لكي يشاهد العالم بشاعة العدوان الثلاثي على بورسعيد، فقد استمر هذا الرجل يحمل على عاتقه الدفاع المستميت عن مدينته حوالي 40 عاماً من خلال صحيفة الوفد، والتي كانت وقتها تصدر بشكل أسبوعي وكانت ضمن جرائد المعارضة التي تهاجم الاحتلال . "محمد مهران بطل يعرفه العالم " حيث قال محمد مهران للبديل "أنضميت للمقاومة الشعبية وكان عمرى وقتها عشرون عاماً، كنت وقتها ضمن كتيبه الحرس الوطنى ، والتى كانت بمنطقه الجميل غرب بورسعيد ، وكنا نعمل بتنظيم وخطط واضحة ، حيث كان كل فدائي ومواطن يعرف دوره في المقاومة وقتها" . ويكمل مهران في يوم 5 نوفمبر 1956 "إشتركت انا وزملائي فى إباده أول إسقاط مظلى لإلقاء قنبلتين يدويتين وسحبت رشاشي وهبطت الى حفره واخذت أطلق النار على الضابط البريطانى "برن " إلتف الجنود الإنجليز حولي وأخرجونى من الحفره وإقتادونى إلى المحكمة العسكرية للتحقيق معي لمحاوله معرفه أي معلومات وبدئوا يستفزونى بسباب مصر أمامي و جمال عبد الناصر لكنني رديت لهم السباب ، فقد ساوموني إما أتحدث أو يقتلعوا عيني وإعطائها للضابط الذي قمت بإصابته ببندقيتي، قلت لهم أقلعوا عيني، لن أتحدث " واستطرد قائلاً "نقلونى وقتها إلى قبرص لإجراء العملية، وقبل أن يبدأو فيها ساوموني في ترك إحدى عيناي بشرط الإدلاء بحديث إذاعي أعترف به بفشل السياسة المصرية، وأن الشعب البورسعيدي أستقبل الجنود الإنجليز بكل حفاوة، فرفضت وتم وقتها اقتلاع عيناي الاثنين" . وأضاف البطل محمد مهران " بعد أن أجريت العملية جاءني الطبيب الانجليزي الذي قام بأجراء العملية، قال لي لقد فعلنا ذلك لكي تكون عبره لمن يقف ضدنا ، فقلت له انتم اقتلعتم عيني، ولكن لم تقتلعوا قلبي وحبي للوطن، فلن تستطيعوا اقتلاع وطنيتى " فهناك العديد من النماذج البطولية التي ضحت كثيراً من أجل الوطن، فبورسعيد ليست مجرد مدينة، فشعبها معروف عنه البسالة والوطنية وحب الوطن، فتاريخهم يشهد لهم بذلك .