بعد 50 عامًا من العمل السياسى رحل كمال الشاذلى، والذى يعد أحد أقوى رجال السياسة والحزب الوطنى الحاكم، استطاع تحقيق المعادلة الصعبة ونجح فى أن يكون رجلاً لكل العصور، حيث بدأ حياته السياسية فى الاتحاد الاشتراكى فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ومع وفاة الزعيم كان أمينا للاتحاد الاشتراكى، واستطاع أن يكون نجماً فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات رغم الصعوبات التى واجهها فى بداية فترة السادات الذى وضعه على قوائم التغيير واستطاع أن يكون أحد أعمدة الحزب الوطنى الديمقراطى حتى 2005، وهو التاريخ الذى شهد تراجع نفوذه وتقليص صلاحياته لصالح أحمد عز، الذى تولى أمانة التنظيم بالحزب الوطنى والدكتور مفيد شهاب الذى تولى وزارة الشئون النيابية، وخرج الشاذلى من الوطنى ليتولى منصب الأمين العام للمجالس القومية المتخصصة حتى رحيله فى الساعات الأولى من صباح اليوم. كانت بدايته فى عهد الاشتراكية، وبعد رحيل عبد الناصر استطاع أن يظل فى دائرة الأحداث فى ظل سياسة التصادم التى تبناها السادات مع خصومه والتحول الواضح فى سياسة السادات وانحرافه عن السياسية الاشتراكية، إلا أن الرجل استطاع مواجهة تقلبات هذه الفترة مرورًا بحرب أكتوبر والتعددية الحزبية وسياسة الانفتاح الاقتصادى، فقد اتجه الشاذلى لحزب مصر وأصبح سكرتيرًا للحزب فى المنوفية، وفى عام 1979، تم إنشاء الحزب الوطنى الديمقراطى وحل السادات مجلس الشعب وأجريت الانتخابات البرلمانية بعدها واستطاع الشاذلى الفوز بمقعد دائرة الباجور فى جولة الإعادة. فى عهد الرئيس مبارك استطاع الشاذلى بخبرته أن يكون أحد أعمدة الحزب الوطنى وأركانه القوية. وفى السنوات الأخيرة اعتبره المراقبون أحد أقوى رجال الحرس القديم فى الحزب الذين وقفوا ضد أى محاولة لتغيير الدستور أو اتخاذ إجراءات إصلاحية، وفى أيامه الأخيرة تسبب تأخر حالته الصحية فى جدل حول قدرته على الاستمرار فى المعترك السياسى إلا أنه فاجأ الجميع بظهور علنى مباغت أعلن فيه ترشحه لمجلس الشعب إلا أن القدر لم يمهله حتى يعرف نتيجة هذه الانتخابات. موضوعات متعلقة.. الوطنى ينعى "الشاذلى" على موقعه.. والمصيلحى يقطع زيارته للشرقية للعزاء بالصور.."الباجور" تترقب وصول جثمان كمال الشاذلى "نظيف" و"الطيب" و"عز" و"سرور" يلقون النظرة الأخيرة على جثمان كمال الشاذلى..وشيخ الأزهر: وفاته أول أيام العيد "دليل قبول" عند الله نظيف وسرور والطيب ينعون كمال الشاذلى
