قال وزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو اليوم الثلاثاء، إن فشل الغرب فى كبح جماح الإسلاميين المتشددين فى سوريا تسبب فى إرجاء استئناف محادثات السلام لأجل غير مسمى. وأضاف شويجو أن مقاتلى المعارضة الذين تدعمهم الحكومات الغربية يهاجمون المدنيين فى مدينة حلب على الرغم من تعليق الضربات الجوية الروسية والسورية.
وتابع قوله "نتيجة لذلك فإن احتمالات بدء عملية التفاوض وعودة الهدوء للحياة فى سوريا أرجئت لأجل غير مسمى."
وبشكل منفصل قال ديمترى بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن حكومته لن تكون قادرة على تمديد الوقف المؤقت للغارات الجوية على حلب إذا استمرت الفصائل المسلحة المعارضة فى هجماتها.
وشنت قوات المعارضة هجوما الأسبوع الماضى على غرب حلب الذى تسيطر عليه الحكومة بعد أكثر من شهر من عملية بدأها الجيش لاستعادة الأحياء الشرقية التى تسيطر عليها المعارضة فى المدينة والتى يحاصرها بالفعل.
وقالت الأممالمتحدة اليوم الثلاثاء إن كل الأطراف المتحاربة فى حلب ربما تكون ارتكبت جرائم حرب من خلال هجماتها العشوائية فى مناطق المدنيين.
وتدعم روسيا الرئيس السورى بشار الأسد فى الحرب الأهلية بالبلاد ودخلت عمليتها العسكرية فى سوريا الآن عامها الثانى وعززت من وضع الأسد. ووضع ذلك موسكو فى مسار تصادمى مع واشنطن وحلفائها الذين يريدون رحيل الأسد.
ومنذ 18 أكتوبر تشرين الأول تقول روسيا وحلفاؤها السوريون إنهم أوقفوا الضربات الجوية فى حلب. وتقول الحكومات الغربية إن الضربات قتلت أعدادا كبيرة من المدنيين وهى مزاعم تنفيها موسكو.
لكن توقف الضربات الجوية فى حلب هش وقال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الشهر الماضى إن استمراره يعتمد على تصرفات جماعات المعارضة المعتدلة فى حلب وداعميها الغربيين.
وكان شويجو قد تحدث أمام اجتماع لمسؤولين عسكريين وشجب جماعات المعارضة هذه وداعميها قائلا إنهم أهدروا فرصة إجراء محادثات سلام.
وتابع قوله "حان الوقت لكى يتخذ زملاؤنا الغربيون قرارا بشأن من يقاتلون ضده: الإرهابيون أم روسيا."
وأضاف "ربما نسوا من كان المسؤول عن قتل أبرياء فى بلجيكا وفرنسا ومصر وأماكن أخرى؟"
وتساءل مشيرا إلى هجمات قال إن مقاتلى المعارضة المدعومين من الغرب داخل حلب نفذوها "هل هذه معارضة يمكن أن نتوصل معها إلى اتفاقات؟"
واستطرد قائلا "حتى ندمر الإرهابيين فى سوريا من الضرورى أن نعمل معا وألا نضع قيودا على عمل شركائنا. لأن المقاتلين يستغلون ذلك لمصلحتهم."
وقال شويجو إنه فوجئ أيضا بأن بعض الحكومات الأوروبية رفضت السماح لسفن روسية متجهة إلى سوريا بأن ترسو فى موانئها على البحر المتوسط لإعادة التزود بالوقود أو الحصول على إمدادات.
لكنه قال إن ذلك الرفض لم يؤثر على المهمة البحرية أو على وصول الإمدادات إلى العملية العسكرية الروسية فى سوريا.
وقال بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين فى مؤتمر عبر الهاتف إن "التوقف الإنساني" فى الغارات الجوية الروسية فى حلب سمح للمدنيين بالفرار وأتاح الفرصة لإدخال المساعدات.
وأضاف "لكن كل ذلك سيكون مستحيلا فى حال استمر الإرهابيون فى قصف الأحياء والطرق التى تسلكها المساعدات الإنسانية وفى شن الهجمات والاختباء خلف الدروع (البشرية). هذا لن يتيح الاستمرار فى فترة التوقف الإنسانية."
