قالت سها سليمان الأمين العام للصندوق الاجتماعى للتنمية إن التنمية هى الطريق الأفضل لمواجهة الإرهاب وأن الصندوق يساهم مع الدولة فى المخطط القومى لتنمية سيناء، المنطقة العزيزة من مصر ولديه رؤية متكاملة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة بمحافظة شمال سيناء، حيث يسعى دائما للوصول إلى مختلف قطاعات الشباب والمواطنين الراغبين فى إقامة مشروعات صغيرة أو تطوير مشروعاتهم القائمة تنفيذا لاستراتيجية الدولة للتمكين الاقتصادى لأهالى سيناء وإتاحة التمويل والدعم الفنى اللازم لإقامة مشروعات صغيرة منتجة وذات ربحية عالية، والتى تعتبر أحد أهم أدوات التنمية المستدامة التى تعمل على توفير فرص العمل، بالإضافة إلى التوسع فى الإنتاج بما يساهم بشكل مباشر فى نمو الاقتصاد القومى والتنمية الاجتماعية. وأشادت سها سليمان بالمجهودات الضخمة التى تقوم بها وزيرة التعاون الدولى الدكتورة سحر نصر فى توفير التمويل والقروض الدولية للصندوق الاجتماعى للتنمية، الذى يقوم بدوره بضخها فى دعم وتمويل المشروعات الصغيرة، وأكدت أن تكاتف أجهزة الدولة ووزراتها المعنية هو الطريق الأمثل لتنفيذ مبادرة السيد رئيس الجمهورية ورفع القدرات الاقتصادية لقطاع المشروعات الصغيرة وزيادة قدراته فى التشغيل والإنتاج.
وتجدر الإشارة إلى أن الصندوق الاجتماعى للتنمية قد قام بتمويل 13.5 ألف مشروع صغير ومتناهى الصغر بمحافظة شمال سيناء بإجمالى تمويل وصل الى 161.6 مليون جنيه، بالإضافة إلى تمويل 186 مشروعا للأشغال العامة من خلال 12 عقدا مع المحافظة بنحو 33.6 مليون جنيه و20 مشروع للتنمية البشرية والمجتمعية بأكثر من 16 مليون جنيه.
وبدأت بشائر التنمية والتطوير تظهر فى حياة الكثيرين من أهالى منطقة بئر العبد والمنطقة الغربية بمحافظة شمال سيناء، والتى يعمل معظمهم فى صيد وتجارة الأسماك ببحيرة البردويل، وهى واحدة من أكبر البحيرات فى مصر، حيث تغطى الساحل الشمالى لشبه جزيرة سيناء على مساحة 700 كيلو مربع.
ومنذ أن وقع الصندوق الاجتماعى للتنمية مذكرة تفاهم مع جمعية كنوز البردويل للتنمية الشاملة بهدف إتاحة تمويل من الصندوق لكافة المشروعات الصغيرة العاملة فى هذه المنطقة بالتعاون مع المحافظة وتحت إشراف وزارة التعاون الدولى ومن خلال القرض المقدم من صندوق التنمية السعودى تم تمويل 43 مشروع منهم 38 مشروع لتطوير مراكب الصيد وامدادها بالمواتير الحديثة والشباك ومعدات الصيد، بالإضافة إلى تمويل خمس مشروعات لسيارات النقل المبرد وسيارات النقل بأنواعه لتسهيل عملية تسويق الأسماك وتوزيعها على مختلف محافظات الجمهورية.
وقال عطية حسن محمود والذى حصل على تمويل لسيارة نقل مبردة أنه عمل أجيرًا لأكثر من ثلاثين عاما فى مجال قيادة النقل الثقيل لكنه الآن حصل أخيرا على سيارته الخاصة التى ينوى أن ينقل بها الأسماك من المراسى الخاصة بالبحيرة إلى الإسماعيلية والقاهرة والسويس وكل المحافظات، وقال إن هذه السيارة لم توفر له فرصة عمل محترمة فقط بل ستوفر عمل لابنه الحاصل على دبلوم صناعة وستساعده على زواج ابنته التى تخرجت مؤخرا من كلية التربية وفى استكمال تعليم ابنه الأصغر الذى مازال فى المرحلة الثانوية، بل سيساعد زوجته فى تجارتها البسيطة للخضار والفاكهة ويجلب لها البضائع من أسواق الجملة من مختلف المحافظات بعد أن ينقل السمك.
أما حمدان أحمد محمود فقد كان يمتلك مركبا قديما تهالك مع ملوحة البحيرة الشديدة لكنه حصل على قرض من الصندوق الاجتماعى للتنمية، وقام بشراء ماتور جديد وطور مركبه بالكامل، وقال إن أولاده الأربعة سيعملون معه على المركب بعد أن قام بتعديلها وأنه ينتظر موسم صيد جيد فى الشتاء القادم بمركبه المعدل، حيث تزيد أسماك البحيرة فى هذه الفترة من كل عام.
