كشفت صحيفة الفينينشيال تايمز البريطانية فى تقرير لها بعنوان "اوراسكوم تخرج من الجزائر باى ثمن" أن صفقة شراء فرانس تليكوم 40% من أسهم شركة "ميديتل" المغربية للاتصالات ب841 مليون دولار الأربعاء الماضى أدت إلى ارتفاع سعر " جيزى" الجزائر للاتصالات التابعة للشركة والتى تريد الحكومة الجزائرية شراءها إلى 12 مليار دولار. وقال وائل زيادة رئيس شركة "هيرميس" إن صفقة فرانس تليكوم بالمغرب سيكون لها تأثير كبير على سعر صفقة "جيزى"، لافتا إلى أن الجزائر دائما ما تضع ما يحدث فى أسواق المغرب بعين الاعتبار وتعتبرها دليل لها، لاسيما أن السعر المدفوع من "فرانس تليكوم" علامة لا يمكن تجاهلها لذلك فإنه لا يمكن بيع "جيزى" بثلاثة أضعاف ثمنها وشركة صغيرة مثل المغرب تم بيعها ب10 و11 ضعفا ثمنها، مؤكدا أنه من المرجح أن ترتفع صفقة بيع "جيزى" إلى 12 مليار دولار. أشارت الصحيفة أنه خلال الثلاث سنوات الأخيرة قامت الجزائر بتضيق الخناق على المستثمرين الأجانب وكانت أوراسكوم من أكبر الشركات المتأثرة حيث إنها أجبرت على بيع شركتها جيزى للحكومة الجزائرية حتى تكون أوراسكوم غير موجودة فى البلد. وكانت بعض الأنباء غير المؤكدة فى الصحف الجزائرية قد أشارت إلى أن صفقة بيع "جيزى لن تتعدى ثلاثة مليارات دولار إلا أن أوراسكوم تليكوم قد قيمت صفقة جيزى ب7 مليارات دولار على خلفية المفاوضات التى جرت بينها وبين شركة "إم تى إن" الجنوب أفريقية والتى أجهضتها الحكومة الجزائرية. هذا وتلقت أوراسكوم ضربة قوية فى الجزائر بعد أن طالبت الحكومة الجزائرية شركة "جيزى" بدفع 596 مليون دولار كضرائب عن العام الماضى، فيما سددت "أوراسكوم" ثلثى المبلغ فى أبريل، انتظارا لقرار المحكمة بشأن الضرائب، وتمثل إيرادات "جيزى" نحو ثلث إيرادات مجموعة "أوراسكوم تيليكوم" القابضة، طبقا لبيانات الشركة عن عام 2009. وكان المهندس نجيب ساويرس رئيس مجلس الإدارة التنفيذى لشركة أوراسكوم تليكوم قد أكد خلال قمة الإيكونومست للأسواق الناشئة، أن "جيزى" تتعرض لضغوط ويتم تضييق الخناق عليها حيث تستحوذ على حصة سوقية تتجاوز 70% من قطاع الاتصالات الجزائرى. يشار إلى أن الحكومة الجزائرية قد حددت المسئولين عن تقييم وحصر ممتلكات "جيزى" برئاسة الخبير المالى، حاج على محمد، برفقة مكاتب دراسات أجنبية، تمهيدا لبدء إجراء المفاوضات مع أوراسكوم تليكوم لشرائها.
