جاءت الشكاوى المتكررة لمستفيدى مشروع "ابنى بيتك" أحد محاور المشروع القومى للإسكان، لتعلن هزيمة الدولة أمام بلطجة مجموعة من "العربان" بمناطق المشروع، وخاصة فى محافظة 6 أكتوبر، كما تكشف عدم قدرة الحكومة فى مواجهتهم والسيطرة عليهم لحماية مستفيدى المشروع، ما دفع المستفيدين إلى تكوين تنظيمات فيما بينهم لحماية أراضيهم والدفاع عنها. آخر تلك الشكاوى كانت ما ذكره طه جادو نائب رئيس جمعية "ابنى بيتك" عن تعرض المنطقة السابعة بالمشروع لسطو بالأسلحة النارية من قبل "العربان" أسفر عن إصابة أحد عمال الموقع، نظرا لرفض أهالى المنطقة دفع الإتاوات اليومية والبالغة 4 آلاف جنيه، ما دفع نائب رئيس الجمعية للمطالبة بتطبيق قانون الطوارئ على "العربان" واعتقالهم. كما هددت الجمعية بتنظيم اعتصام مفتوح أمام مجلس الشعب، للمطالبة بحماية مستفيدى مشروعها من حوادث السرقة التى يتعرضون لها بشكل يومى، فى ظل انعدام تواجد الأمن بمناطق المشروع. وأكد طه جادو، نائب رئيس الجمعية، أن حوادث السرقة طالت المال العام، حيث تعرض محول الكهرباء العمومى للمنطقة الثالثة- وتبلغ تكلفته أكثر من 300 ألف جنيه- للسرقة فجر الخميس الماضى وللمرة الثانية خلال شهرين. وأضاف جادو ل«اليوم السابع» أنه بعد سرقة المحول فى المرة الأولى، جاءت وزارة الكهرباء بمحول جديد لإنارة المنطقة، لكنه سرق للمرة الثانية ، موضحا أن مجموعة من الأعراب هجموا على محول الكهرباء «بقطاع د» فى المنطقة الثالثة، وهددوا حارس المنطقة، ويدعى رمضان، بالأسلحة الآلية. ومن جانبهم هدد المستفيدون بتكوين التنظيمات للدفاع عن منازلهم وحماية أراضيهم، معلنين عن تنظيم جديد باسم "القاعدة" لمواجهة ما وصفوه ب"بلطجة" بعض المقيمين بالمنطقة، ومحاولات فرضهم إتاوات عليهم، متهمين الحكومة ووزارة الداخلية بالعجز عن التصدى لتلك التجاوزات. وأكد المستفيدون ل"ليوم السابع" أن أهداف التنظيم ليست سياسية، إنما للدفاع عن أراضيهم وأموالهم، قائلين: "لم يعد أمامنا سوى الدفاع عن منازلنا بأيدينا، ولن نستجدى الحماية من أحد بعد الآن". وأضافوا أن البعض أخطأ من البداية عندما تصور أن هناك ما يسمى بالعرب، وفور تسلمهم أرض المشروع أسرعوا بدفع الإتاوات إلى قاطعى الطرق والمتسولين، وأصبحت الإتاوات إلزامية كأنها أقساط لبنك التعمير والإسكان. قال مستفيدو المشروع فى شكواهم المتكررة "لليوم السابع" إن استمرار بلطجة العربان منذ بداية المشروع وحتى الآن يدل على عدم قدرة الحكومة فى التصدى لهم، مشيرين إلى تجاهل الأجهزة المختصة معظم شكواهم وما يحررونه من محاضر سرقة وتعد على أراضيهم بسبب خلو مناطق "ابنى بيتك" من دوريات الآمن. وأكدوا عزمهم على عمل توكيلات رسمية لجمعية "ابنى بيتك" لتتولى مطالبة وزارة الداخلية بسرعة التحرك والسيطرة على هؤلاء "العربان"، مشيرين إلى أن كل ما يواجهونه من صعوبات بالبناء وغيرها تهون عدا هذه المشكلة، التى تهدم كل ما يتم إنجازه فضلا عن استغلالهم ونهب الكثير من أموالهم.
