الشائعات هى السلاح الوحيد الذى تملكه إسرائيل فى مواجهة الضغوط والتصدى الدبلوماسى المصرى للأزمات التى تسببها السياسات الإسرائيلية فى المنطقة. ومن أهم الشائعات التى تروجها الآلية الإعلامية الإسرائيلية للضغط على مصر وإرباكها، ما يتعلق بصحة الرئيس مبارك، وما يستتبعها من اهتزاز وتأثير سلبى على الاقتصاد المصرى والبورصة. تدعى إسرائيل دوماً تمنياتها بالشفاء للرئيس، ويرسل حاخاماتها المتطرفون باقات ورد، وكأنه العسل الذى يحمل داخله سما قاتلا. الخلافات الأخيرة بين الرئيس حسنى مبارك ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، كانت أحد الدوافع الرئيسية للشائعات الإسرائيلية الأخيرة حول صحة الرئيس.. وهى الخلافات التى تسببت فى تأجيل زيارة نتنياهو إلى مصر مرتين متتاليتين، فى محاولة لوقف الضغوط المصرية على إسرائيل، لإنهاء أزمة سفينة نجل القذافى، بعدما اشتعلت أزمة خط سيرها من اليونان إلى غزة. لم يشفع ازدحام جدول الرئيس مبارك بلقاءات وقمم مع قادة العالم للصحف الإسرائيلية التى ظلت على مدار أسبوع كامل، تتناول الأخبار السلبية حول صحة الرئيس، تساندها صحف اقتصادية عالمية، ومنها مجلة الإيكونومست البريطانية التى نشرت ملفات عن صحة الرئيس مبارك وضعف أداء الاقتصاد المصرى وبطء نموه.. وهى الشائعات التى لاقت رواجا لدى المعارضة المصرية. الأمر وصل إلى حد قيام كاتب بريطانى كبير، كان صديقاً للرئيس السورى حافظ الأسد، بكتابة تقرير تحت عنوان «مصر والغد المجهول»، قال فيه: «إن الحالة الصحية المتدهورة للرئيس مبارك، البالغ من العمر 82 عاما، تشير إلى عدم قدرته على الترشح لفترة رئاسية سادسة فى الانتخابات المقبلة، فضلاً عن أن مسألة من سيخلفه فيما بعد، أصبحت هاجساً وطنياً. وكان وزير التجارة والصناعة الإسرائيلى بنيامين بن اليعازر، اعتبر أن الرئيس مبارك يتمتع بوضع صحى جيد، وسيبقى فى منصبه فترة أطول، وأضاف فى تصريح لإذاعة الجيش الإسرائيلى «تحدثت معه فى الفترة الأخيرة، ومن دون أن أكون طبيبا، استطيع أن أؤكد لدى سماع صوته أنه يتمتع بوضع صحى جيد.