اعترف السفير محمد بسيونى، رئيس لجنة الأمن القومى بمجلس الشورى، سفير مصر الأسبق لدى تل أبيب، بفشل صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل والفلسطينيين، مطالبا بضرورة تواصل الحوار مع الرأى العام الإسرائيلى، مشيرا إلى أن إسرائيل دولة ديمقراطية، ورئيس وزرائها لا يمكن أن «يعوم ضد التيار الشعبى». وقال بسيونى، خلال ندوة نادى «ليونز الجيزة كوزموبوليتان» برئاسة الدكتور محسن مكرم واللواء حسام خضير، مساء أمس الأول: «للأسف الشديد فشلنا فى إتمام صفقة الأسرى بسبب تعنت الجانب الإسرائيلى»، لافتا إلى أن تل أبيب رفضت الإفراج عن 26 أسيراً فلسطينياً من بين 450 أسيراً كانت حركة حماس قد تقدمت بأسمائهم من قبل كشرط للإفراج عن الجندى المحتجز لديها جلعاد شاليط. وأوضح أن إسرائيل تحججت بأن ال 26 أسيراً لطخت أيديهم بدماء الإسرائيليين، منوها بأن الدولة العبرية مازالت تطالب بإبعاد 150 فلسطينياً عن الضفة الغربية. وطالب بسيونى بضرورة تواصل الحوار مع الرأى العام الإسرائيلى، مشيرا إلى أن إسرائيل دولة ديمقراطية، والرأى العام الإسرائيلى له أهمية كبيرة لدى حكومته، وأن رئيس الوزراء هناك «لا يمكن أن يعوم ضد التيار»، متسائلا: «لماذا نترك الرأى العام الإسرائيلى تحت تأثير اليمين الإسرائيلى المتشدد؟». وتابع: «هناك فرق بين التطبيع ومخاطبة الرأى العام الإسرائيلى، والوحيد الذى يخاطب الرأى العام هناك هو الرئيس مبارك، لأنه الرئيس الوحيد الذى يخاطب الشعب الإسرائيلى من خلال التليفزيون والمؤتمرات والحوارات الصحفية»، مؤكدا ضرورة رفع الحواجز بين الشعبين «بحيث نخاطبهم بالعقل والمنطق والحجة، وليس بالعاطفة»، وتساءل: «لماذا نخاف منهم ونضع الحواجز بيننا ونرفض الكلام معهم؟»، مستطردا: «ده غلط ». وقال سفير مصرالأسبق لدى تل أبيب: «إن سيطرة اليهود على الإعلام فى الولاياتالمتحدة وتمويل الحملة الانتخابية بنسبة 40 % لأى رئيس أمريكى، والصوت اليهودى الموحد فى المناطق ذات الثقل السياسى، هى الأسباب الرئيسية لازدواجية المعايير لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهى السبب الرئيسى لمحاباة الولاياتالمتحدةالأمريكية لإسرائيل». وأكد أن الخلاف الفلسطينى الداخلى، هو جوهر الصراع العربى الإسرائيلى، مشددا على أنه بدون حل هذه النزاعات لن يكون هناك سلام، ولن يكون هناك أمن ولا استقرار فى المنطقة كلها. وقال: «إذا أردنا دولة فلسطينية قوية ومستقلة فعلينا بوحدة الصف الفلسطينى أولا لحقن دماء الفلسطينيين، وأن تكون القرارات الصادرة هى لصالح القضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى، وليس لصالح جهات إقليمية تستغلها من أجل مصالحها هى». وأضاف: «إسرائيل لايوجد بها رئيس وزراء يحقق ما يعد به، إلا إذا كان مجبرا عليه سواء كان الإجبار سياسيا أو إقتصاديا، أو أن يكون هناك ضغط من الرأى العام الدولى أو الإسرائيلى، وإذا كنا نتصور إعادة فلسطين دون ضغط فهذا لم ولن يحدث». وتابع: «كنا نتمنى من الإدارة الأمريكيةالجديدة تنفيذ وعودها بوجود دولة فلسطينية مستقلة، ولكن بداية نريد أن نعرف ما هى حدود الدولة الفلسطينية التى يتحدث عنها أوباما»، منوها بأنها «لابد أن تكون فى خطوط وحدود 67 وليس أقل من ذلك». وحول معاهدة كامب ديفيد والمطالبات بتعديلها قال بسيونى: «ن الذين يطالبون بتعديل الاتفاقية يقعون فى خطأ شائع، لأنهم يخلطون بين اتفاقية كامب ديفيد ومعاهدة السلام»، مشيرا إلى أن الاتفاقية تسبق معاهدة السلام بعام كامل، وكانت عبارة عن إطار عام للسلام فى الشرق الأوسط، بينما معاهدة السلام هى التى تناولت الاعتراف المتبادل بيننا وبين الإسرائيليين، وتضمنت 22 اتفاقية، إلا أنها لم تنفذ لأننا ربطنا التطبيع بالتقدم بالمسيرة السلمية.