رغم النجاح الكبير الذى حققته أغانى المهرجانات فى الشارع، فإنها مازالت ممنوعة من الإذاعة على المحطات التابعة للتليفزيون المصرى، لأنها تتضمن ألفاظا غير لائقة لا يجوز إذاعتها على محطات مملوكة للدولة، حتى بعد ما أعلن اتحاد الإذاعة والتليفزيون عن إطلاق محطة إذاعية متخصصة فى الأغانى الشعبية وهى «شعبى إف إم»، ظن بعدها أصحاب المهرجانات وعشاقها أن المحطة الجديدة ستتيح فرصة لإذاعة أغانى المهرجانات، إلا أن تصريحات المسؤولين أحبطت هذه الأحلام، حيث أكد عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون أن فكرة إنشاء الإذاعة هى مواجهة المضمون غير الهادف الذى تبثه القنوات والإذاعات الخاصة، ومنها أغانى المهرجانات التى تتضمن ألفاظا غير لائقة، كما أوضح أن الأغانى الشعبية هنا المقصود بها أغانى كبار المطربين منهم أحمد عدوية، وخضرة محمد خضر، وبدرية السيد، وليلى نظمى، وفاطمة عيد، التى كان يلحنها ويكتبها كبار الملحنين والشعراء أمثال محمد عبدالوهاب، وعبدالرحمن الأبنودى، وحسين السيد، ومحمد الموجى، وغيرهم من الملحنين الكبار العظماء. من جانبه أكد خالد فتوح رئيس محطة «شعبى إف إم» ل«اليوم السابع» أن إنشاء إذاعة للأغانى الشعبية جاء من منطلق أننا نمتلك تراثاً من الغناء الشعبى لكبار المطربين يصل إلى حوالى 85 ألف أغنية، والسبب الآخر لإطلاق هذه الإذاعة محاربة الإسفاف فى الغناء الشعبى الذى تبثه بعض الفضائيات الخاصة بهذا الفن، والارتقاء بذوق المستمعين ومحبى الأغنيات الشعبية، خاصة أن إطلاق هذه الإذاعة لم يكلف اتحاد الإذاعة والتليفزيون أية أعباء مالية، لوجود الأرشيف الإذاعى الذى يحتوى على كنوز إذاعية لكبار المطربين الشعبيين، فنحن لدينا 85 ألف أغنية شعبية و450 برنامجاً إذاعيا شعبيا يحتوى على الكثير من التراث الشعبى المصرى ويوثق بشكل أكثر من رائع لهذه المادة النادرة، لذا تم إطلاق الإذاعة على تردد «95 إف. إم» وتمت إذاعة السيرة الهلالية للشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودى بغناء جابر أبوحسين، والغرض من وراء ذلك إعادة عرش الأغنية الشعبية بمصر، كما أكد فتوح أنه ليس ضد الأغانى الشعبية القديمة، ولكنه يرفض إذاعة المهرجانات، حيث قال: إنه لا يمانع فى إذاعة الأغانى الجديدة، ولكن الجيد منها فقط، الذى لا يتعارض مع قيم ومبادئ الشعب المصرى.