بعد 40 عاما من منعها، أفرجت الإذاعة عن أغنيات المطرب الشعبى أحمد عدوية، وأزاحت القيود الرقابية أمام بثها عبر إذاعة «شعبيات إف إم» التى انطلق بثها التجريبى منذ أيام. قال عبدالرحمن رشاد، رئيس الإذاعة: ظهر عدوية فى السبعينيات، وانبهر به عبدالحليم حافظ ومحمد عبدالوهاب، وطالبا بضمه إلى الإذاعة، وقررت الإذاعة وقتها إجراء اختبار له قبل إجازة صوته، لكنه رفض المثول أمام اللجنة، وتحفظت الإذاعة على بث أغنياته، باعتبارها أغاني شعبية، وخسر الإعلام الحكومي صوت عدوية وأغنياته التى كان لها صدى كبير، ولم تمنح له الإذاعة فرصة التواجد على محطاتها، إلا عندما غنى تتر مسلسل عبدالله النديم، الذى لعب بطولته الراحل أحمد زكى، ولحنه كمال الطويل فى منتصف الثمانينيات. وأضاف: مع مرور الزمن أصبحت أغاني عدوية تراثا يجب الحفاظ عليه، لأنه شكل مدرسة ولونا غنائيا مختلفا، ومع وجود إذاعة «شعبيات إف إم» أصبحت كل الأغاني الشعبية تراثا يجب أن يتعرف عليه المستمع المصرى والعربى، خاصة أن وزيرة الإعلام درية شرف الدين حريصة على أن نقلل من الأغانى الحديثة التى تسعى إلى تخريب آذان الشباب، ومنحهم فرصة للتعرف على أغانٍ قيمة تحكى تراث المصريين. وأشار إلى أن هناك تراثا كبيرا من الأغانى الشعبية يقدر حتى الآن ب3000 أغنية موجودة فى أرشيف إذاعة «شعبيات إف إم»، من بين 85 ألف أغنية لدى الإذاعة المصرية، بالإضافة إلى أن هناك لجان متابعة وبحث دائم عن الأغانى الشعبية، التى أذيعت، وما لم تذع، منها مثلا أغنية الطشت قالى، والعتبة جزاز، وبعض أغاني سيد درويش، التى رفضتها الإذاعة فى بداية ظهوره، وكل هذه الأغنيات سوف تذاع، ولا توجد لدينا ممنوعات إلا إذا رفضت لجان المتابعة الأغنية لأسباب فنية. وأكد رشاد، بعد فتح محطة «شعبيات إف إم»: هبطت علينا ثروة من الأغانى الشعبية لمطربين موجودين على قيد الحياة وورثة آخرين يطالبوننا بإذاعة أغانيهم، لذلك شكلت لجنة للاستماع إلى بعض الأغانى، وتلقى الإهداءات من تلك الأغاني، ولا ندفع مبالغ مادية فى أى أغنية، وكل ما يأتى إلينا من أغانٍ لا ندفع مقابلا ماديا لإذاعته، ومن ضمن الأغاني التى جاءت إلينا أغنية أم عبده فين وسلامتها أم حسن ل«عدوية»، وسوف تتم إذاعتهما، كما جاءت إلينا أغانٍ أخرى من ورثة كل من بدرية السيد وثرية حلمى وورثة الأخيرة أهدونا أغنية ما أحلى دستورنا، التى غنتها عام 1958 ويمكن إذاعتها الآن.
