يستعمل الكثير من الناس الكثير من المضادات الحيوية أو المطهرات والمواد الكيميائية للتعقيم وقتل الميكروبات، رغم أن هذه المواد سامة والإسراف فى استعمالها يؤدى إلى ظهور أجيال جديدة من البكتيريا لديها مناعة ومقاومة ضد هذه المنظفات أو المضادات الحيوية. والمطهرات هى مواد كيميائية موضعية توضع على الجلد أو السطح للتعقيم وقتل الجراثيم، وأشهر أنواع المطهرات هى الكحول ومشتقاته مثل الكلور هيكسيدين، والمشتقات من اليود مثل البيتادين، فضلا عن مواد أخرى متداولة مثل الديتول والصابون وغيرهما. أما المضادات الحيوية فهى مواد تؤثر على البكتريا وتقتلها ويتم أخذها بالفم أو عن طريق الحقن حيث يتم امتصاصها وتسرى فى الدم إلى أن تصل إلى أماكن تواجد البكتريا فتقتلها أو تقضى عليها، ولذلك فالمضاد الحيوى يكون مؤثرا فى الأماكن التى يستطيع الوصول إليها، أما الأجسام الغريبة والأنسجة الميتة التى لا يجرى الدم فيها فتكون مكانا مناسبا للميكروبات حيث تختبئ ولا يستطيع المضاد الحيوى أو خلايا المناعة الوصول إليها، وفى هذه الحالة لابد من الحل الجراحى لتنظيف هذه الأماكن وتطهيرها من البؤرة الصديدية. واستعمال المضاد الحيوى فى جراحة العظام العادية، لا يجب أن يكون أكثر من نصف ساعة قبل الجراحة ثم يستمر عليه لفترة قصيرة بعد الجراحة، حيث أوضح الكثير من الباحثين أن 48 ساعة عادة تكون كافية فى أغلب أنواع جراحة العظام، وأفضل أنواع المضاد الحيوى فى هذه الحالات البسيطة هو الجيل الأول من الكيفالوسبورين، حيث إنه فعال ضد أشهر بكتريا تصيب العظام وهى الجرام موجب. أما التعقيم للجروح أو أثناء الجراحة فالعديد من الأبحاث تفضل استعمال مشتقات الكحول على البيتادين، فى حالة استعمال البيتادين فيجب أن يظل على السطح من خمسة إلى سبعة دقائق لضمان المفعول، كما يجب تجديد التعقيم كل فترة لتطهير أى جراثيم جديدة أو لمنع تأثر المطهرات بالسوائل أو الدم أثناء الجراحة. أما فى حالات التلوث فإن استعمال التنظيف الجراحى والغسيل الجراحى يعتبر من الخطوات الهامة، حيث يجب إزالة أى عظام أو أنسجة ميتة ثم عمل تثبيت جيد للعظام ثم عمل جراحة بناء العظام لتعويض الأنسجة المفقودة، وبعد هذا النوع من الجراحات يجب استعمال المضاد الحيوى الذى يتم تحديده فى تحاليل المعمل للميكروبات من مزرعة وحساسية. ومدة استعمال المضاد فى هذه الحالات يكون حوالى 6 أسابيع، وأخذ العينات من الميكروبات يجب أن يكون فى حجرة العمليات مع تطبيق شروط التعقيم لتفادى حدوث اختلاط بالبكتريا الموجودة فى الهواء أو على الجلد. ويجب تذكر أن البكتريا متواجدة فى كل مكان حولنا، ولا تهاجم جسم الإنسان فى الظروف الطبيعية، ولكن فى بعض حالات تدهور مناعة المريض يتغير أسلوب حياة البكتريا وتتحول من بكتريا تتعايش مع الإنسان إلى بكتريا تهاجم الإنسان، وبالتالى فلا داعى للهلع أو الإاسراف فى استعمال المطهرات والمنظفات او المضادات الحيوية لأن هذا يضر بصحة الإنسان ومناعته على المدى القصير والطويل.
