تسوس العظام هو اللفظ الذي يستعمله أغلب الناس لوصف الالتهاب الصديدي او تلوث العظام بالبكتيريا، ويحدث هذا نتيجة وصول البكتريا الصديدية إلى العظام عن طريق جرح خارجي مثل حوادث السيارات أو أثناء جراحة لا يتوفر فيها التعقيم الكامل ، أو نتيجة انخفاض مناعة المريض بسبب الأنيميا أو بعض الامراض في الدم او الكبد او مرض السكر أو يصل الميكروب عن طريق الدم في الاطفال ذوي المناعة الضعيفة مثل الاطفال في الحضانات او الرعاية المركزة . وحين تصل البكتيريا إلى العظام المصابة تحدث معركة بين خلايا جسم الانسان الدفاعية وبين البكتيريا، وإذا كانت مناعة الجسم قوية تنتصر خلايا الجسم على البكتيريا ويساعدها استعمال بعض المضادات الحيوية على قتل البكتيريا أما لو كانت المقاومة ضعيفة فيبدأ تكوين صديد داخل العظام وهذا مؤلم جدا ومعه يبدأ حدوث تآكل بالعظام (لذلك يسمى تسويس) . وتموت العظام بالتدريج ثم يخرج الصديد إلى السطح وينتشر بين العضلات المحيطة إلى أن يصل إلى سطح الجلد فيكون ناسور يستمر في إخراج الصديد وقطع من العظام الميتة الى أن يتم العلاج جراحيا، وفي حالة وجود كسر مع الصديد فإن الكسر لا يلتأم بسبب تدمير الصديد و البكتريا لأي خلايا جديدة يتم تكوينها لبناء العظام في مكان الكسر. وعلاج هذه الحالات يتكون من 4 اجزاء مترابطة و هي: -1- تنظيف العظام من أي تسوس عن طريق إزالة أي جسم غريب أو عظام ميتة -2- تثبيت العظام جراحيا لمنع حدوث عدم استقرار وللسماح بتكوين انسجة جديدة. -3- بناء انسجة جديدة تحل محل الانسجة القديمة بطرق عديدة مثل زراعة العظام او طريقة اليزاروف -4- تحسين المناعة و الدورة الدموية و القدرة على الالتآم بتحسين الصحة العامةو نقل العضلات و استعمال تركيز الصفائح الدموية .. إلخ . ويجب تقييم هذه الحالات جيدا بالاشعات المناسبة قبل الجراحة وعمل مزارع لتحديد انواع الميكروب ، ويجب ملاحظة أن المزارع للجرح يجب أن تكون من داخل العظام أثناء الجراحة في تعقيم كامل كي لا تعطي نتائج خطأ. وبالتالي فعمل مزرعة من الجرح في العيادة او المعمل لا تكون نتيجتها مضمونة لاحتمال تلوثها بالهواء المحيط و الجلد.