نشرت صحيفة الجارديان البريطانية، اليوم الخميس، تقريرًا يسلط الضوء على أنباء تواردت عن ظهور قافلة من المدرعات الروسية الأربعاء بمنتصف سوريا مما يعتبر مؤشرًا على تعاظم الدعم الروسى لنظام بشار الأسد بشكل قد يجعل "موسكو" المتحكم بزمام الصراع داخل سوريا المضطربة. وقد أفادت الأنباء التى سربتها الجماعات والتنظيمات المسلحة المعارضة لنظام بشار الأسد أن المدرعات كانت تحتوى على جنود روسيين، وكانت منطلقة من جنوب مدينة اللاذقية بحذاء ساحل البحر المتوسط إلى ضواحى مدينة "حماة"، وكانت المدرعات تضم أجهزة للتشويش واتصالات بيانية ليمكث الجنود الروس على اتصال بقواعدهم العسكرية فى كل من مدينتى "طرطوس" و"اللاذقية" الساحليتين مهما طالت المسافة بين قافلة المدرعات والقواعد. وقالت الصحيفة، إن تصعيد الدعم الروسى الذى كان يكتفى بالماضى بالأسلحة والمستشارين جاء فى الوقت الذى يعانى فيه نظام بشار الأسد من الهزائم المتكررة والخسائر على يد مليشيات التنظيمات المعارضة المسلحة مثل داعش وجبهة النصرة وأحرار الشام. وقال المحلل فى مجموعة الأزمة الدولية "بيتر هارلينج"، إن الدعم الروسى لنظام بشار الأسد كان من المتوقع أن يتحرك من خانة السياسة إلى الدعم العسكرى اللوجيستى الكامل، خاصة أن حليف بشار الأسد "إيران" تعزف عن تصعيد دعمها بالوقت الحالى لتهدئة الأجواء مع قوى الغرب الذين أبرموا معها اتفاقية فيينا التاريخية، فى حين تنتشر مليشيات حزب الله المعتادة على حروب الشوارع داخل سوريا لقيادة قوات بشار الأسد فى المعارك، ولخوض حروب شرسة ضد تنظيم أحرار الشام ببلدة الزبدانى بين دمشق والحدود اللبنانية. وتطرق التقرير إلى تحركات روسية الدبلوماسية مؤخرا لحشد القوى الدولية لمواجهة التنظيمات الأصولية بسوريا مما يمثل انفراجة كبرى لنظام بشار الأسد، وشملت تلك التحركات المنطقة العربية وأوروبا والولايات المتحدةالأمريكية ولكنها لم تثمر بشكل كبير حتى الأن، خاصة مع الاعتراض السعودى على دعم نظام بشار الأسد. وقال المحلل فى شئون الشرق الأوسط البريطانى "ديفيد باتر" للجارديان أن تحركات الرئيس الروسى "فلاديمير بوتين" بين الغرب والعرب والولايات المتحدةالأمريكية تقدم داعش كتهديد يجب مجابهته بشكل مشترك وحاسم، دون التلميح إلى دعم الرئيس السورى بشار الأسد.