سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تاريخ صراع الجماعة الإسلامية مع"الأوقاف".. بدأت فى التسعينيات.. أحداث مسجد التقوى بالفيوم والإيمان بالسويس والرحمن الأبرز.. وهدأت العلاقة بعد مبادرة "وقف العنف"..وتجددت بعد صعود أسامة حافظ لخطبة العيد
الصراع بين الأوقاف والجماعة الإسلامية حول مساجد الصعيد يمتد لسنوات، فلم يكن إلقاء أسامة حافظ رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية لخطبة عيد الفطر هى المرة الأولى بل سبقها العديد من الأحداث تمتد منذ تسعينيات القرن الماضى. أحداث أسوان يأتى الخطر الحقيقى عندما توضع بيوت الله فى أيدى غير أمينة تستخدمها أحيانا أوكاراً للعنف، فقد استخدمت الجماعات المتشددة منذ بداية سبعينيات القرن الماضى المساجد للقيام بمهام وأعمال عنف ضد المواطنين، حيث أدت أحداث أسوان عام 1993 عقب مقتل جنديى حراسة إلى اقتحام قوات الأمن مسجد الرحمن بأسوان وهو المسجد الرئيسى للجماعة الإسلامية فى المدينة آنذاك، وتكررت هذه الواقعة أثناء اقتحام قوات الأمن مسجد نور الإيمان بالسويس عام 1993 بعد ندوة عقدتها الجماعة الإسلامية بالمسجد اتهمت فيها الدولة وسياساتها بالانحراف. مسجد التقوى وإشراف عمر عبد الرحمن عليه كما أدى تركز هذه الجماعات فى مساجد بعينها إلى أن تصبح هذه المساجد تحت المراقبة باستمرار ومحل اتهام مثل مسجد التقوى الذى كان يشرف عليه الدكتور عمر عبد الرحمن الأب الروحى للجماعة الإسلامية ومسجد العزيز بالله، أما القضية الأهم التى أثارت الرأى العام ضد قوات الأمن فكانت عندما عُقد مؤتمر للجماعة الإسلامية بأحد مساجد أسوان وكان يحضره الدكتور عمر عبد الرحمن وأمر اللواء زكى بدر وزير الداخلية آنذاك بمنع المؤتمر وأطفئت الأنوار بالمسجد لإجبار الجماعة على إنهاء المؤتمر فصعد عدد من أعضاء الجماعة إلى سطح المسجد ورددوا هتافات عدائية فاقتحمت قوات الأمن المسجد وأطلقت القنابل المسيلة للدموع داخل المسجد وألقت القبض على أعضاء الجماعة وصدر الحكم النهائى ببراءة المتهمين فى القضية. احتدم الصراع بين الأوقاف والجماعة الإسلامية فى تسعينيات القرن ال20، عندما اشتهرت الجماعة بحمل السلاح والانتشار فى قرى الصعيد، حيث قررت الأوقاف بأن لا تمكن الجماعة الإسلامية من تحول المساجد لساحات معارك لها مع الدولة. حادث مسجد الرحمن عام 1993 حادث مسجد الرحمن عام 1993، حين هاجمت قوات الأمن المسجد عقب إنذار من به عبر مكبرات الصوت بالخروج وإخراج الأسلحة، ليأتى الرد من داخل المسجد بالأسلحة الآلية، وتقوم القوة الأمنية بالقضاء على كل من كانوا بالمسجد والقبض على الشيخ خالد القوصى الذى حكم عليه بالسجن 15 عامًا تزوج خلالها داخل السجن وأنجب أبناء. وظل الصراع بين وزارة الأوقاف والجماعة الإسلامية حتى مبادرة وقف العنف التى دشنتها الجماعة فى عام 1997، الذى بمقتضاه توقفت الجماعة الإسلامية عن ممارسة الأعمال الإرهابية، ولكن ظلت الجماعة محتفظة بقواعدها فى الصعيد كما هى. تجددت الأزمة منذ أيام بعدما ألقى الشيخ أسامة حافظ، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية الخطبة بمسجد الرحمن بالمنيا لتعود الأزمة من جديد بين الأوقاف والجماعة الإسلامية، خاصة أن حافظ لا يمتلك تصريحات لإلقاء الخطب فى المساجد. الصراع منذ تسعينيات القرن الماضى يقول فؤاد الدواليبى، أحد مؤسسى الجماعة الإسلامية، إن الصراع بين الأوقاف والجماعة الإسلامية بدأ فى تسعينيات القرن الماضى عندما انتهجت الجماعة العنف، حيث سعت الأوقاف إلى أن تمنع استغلال الجماعة للمساجد فى المعركة. كما يقول هشام النجار، القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، إن المنيا تعتبر معقل الجماعة الإسلامية التاريخى وتمثل لديها رمزية خاصة، والجماعة ترغب فى ألا تفقدها حتى ولو بالظهور الرمزى كواحدة من مراكز الجماعة التى تسيطر عليها دعوياً. ويضيف النجار أن ظهور أسامة حافظ رئيس الجماعة الإسلامية، وإلقاءه خطبة الجمعة يؤكد أن هناك رغبة لدى الجماعة بإثبات وجودها وأنها لازالت حاضرة فى المشهد الدعوى من خلال سيطرتها على مساجدها القديمة رغم الانقسامات داخلها ورغم القبض على الشيخ عصام دربالة. ويؤكد القيادى السابق بالجماعة الاإسلامية: "إلقاء حافظ خطبة العيد هو مسعى أيضا لتقليل خسائر الجماعة الجماهيرية بعد تلويث السمعة الذى لحق بها جراء تحالفها الذى لم ينفض بعد مع الإخوان، وهذا الظهور لأسامة حافظ له قراءات وتأويلات كثيرة فخطوة كهذه لا يمكن الارتياح لتفسيرات الصدفة وكون الخطيب الأصلى تأخر، حيث من الممكن الاستعانة بآخر من الأوقاف وغير محسوب على تيار بعينه، لكن الأمر يبدو معد له مسبقاً على خلفية إثبات الذات وإظهار التماسك وتعويض النزيف الجماهيرى فى مستنقع السياسة، وليس مستبعداً وجود خطة محدودة على شاكلة التعامل مع السلفيين بجعل الجماعة تتنفس من خلال بعض منافذها الدعوية مقابل تفاهمات على الصعيد السياسى، خاصة مع ورود أنباء بشأن تغييرات وإعادة منهجة وتصعيد وجوه جديدة لقيادة حزب البناء والتنمية التابع للجماعة". وتابع: "المساجد التاريخية للجماعة بالصعيد تم حرمانها منها مع أحداث التسعينيات والصدام المشهور مع الدول ة، ثم أعيدت بعض المساجد لها خاصة المساجد الرئيسية فى الصعيد والمنيا وفق تفاهمات مبادرة وقف العنف، لكن عادت الأمور إلى ما يشبه حقبة التسعينيات مع بقاء الجماعة فى تحالف الإخوان وأداء قيادتها على الأرض انحيازاً للإخوان ضد الدولة، ومع خطة الدولة والأوقاف بعدم السماح لغير الأوقاف والأزهر بالخطابة والإمامة فى المساجد". وأوضح أن من أبرز الصراعات التى تمت بين الأوقاف والجماعة الإسلامية كان بمركز ديروط بأسيوط، ومسجد الإيمان بالسويس ومساجد بدمياط وأسوان والفيوم كانت تعقد الجماعة فيها مؤتمرات ضد مبارك وحدث بها اشتباكات بين الأمن والجماعة الإسلامية آنذاك.