انتهت بالأمس الدورة الرابعة لعكاظية الجزائر للشعر، مسجلة فشلاً ذريعاً من حيث المشاركة والتنظيم والإقبال الجماهيرى، هذا بالرغم من المبالغ الضخمة التى أنفقتها وزارة الثقافة الجزائرية من أجل التغلب على غياب الشعراء المصريين، الدورة الرابعة التى انطلقت السبت الماضى وتواصل نشاطها على مدار الأيام الخمس الماضية، كانت محل انتقاد كبير من طرف الصحف الجزائرية، خاصة فيما يتعلق بالتنظيم وعدم إقبال الجماهير الجزائرية عليها عكس الدورات الثلاث الماضية، التى كانت تكتظ بهم قاعتا الموقار والأطلس بقلب العاصمة الجزائرية، وأرجع المتتبعون هذا الفشل إلى غياب الجانب المصرى وشعراء مصر الكبار الذين لم يبخلوا فى الدورات الماضية عن عرض خبرتهم ومد يد العون للأشقاء الجزائريين من أجل إنجاح التظاهرة، لكن غيابهم أثر بشكل كبير، خاصة على الجماهير التى تعشق إبداعهم. ورغم المبالغ الكبيرة التى خصصها المدير العام للديوان الوطنى للثقافة والإعلام "لخضر بن تركى" بتوجيه من وزيرة الثقافة الجزائرية "خليدة تومى"، لاستقدام عدد كبير من الشعراء العرب، إلا أن الجماهير الجزائرية لم تقتنع بالدورة الحالية وقررت مقاطعتها، فتم الاستنجاد على عجل بالمطرب "جورج وسوف" فى تقليد غريب على هذه التظاهرة، ورغم شعبية المطرب اللبنانى بالجزائر، إلا أن المحاولة باءت بالفشل، مما أزعج المسئولين فى وزارة الثقافة الذين يفكرون الآن بجدية لإنهاء حالة التوتر مع مصر أو التسليم بفشل المناسبات الثقافية الجزائرية، وعلى صعيد متصل تقرر إقامة الدورة السادسة عشر من مهرجان تيمقاد الغنائى فى الثامن من شهر يوليو القادم، وهو المهرجان السنوى الذى يقام فى مدينة باتنة بشرق الجزائر، والذى يشهد دوما مشاركة كبيرة من قبل المطربين المصريين، لكن هذه الدورة ستشهد غياباً كلياً للمطربين المصريين، احتجاجا على أحداث السودان الدامية وما أعقبها من تعدٍ جزائرى صارخ على الشعب المصرى، الأمر الذى وضع إدارة المهرجان فى مأزق ودفعها للبحث عن مطربين عرب آخرين لسد الفراغ، مثل العراقى كاظم الساهر والتونسية لطيفة العرفاوى، لكن الاثنين أصرا بدورهما اصطحاب كامل فرقتيهما الغنائية، رافضين التعامل مع الفرق الجزائرية، وهو ما شكل ضربة موجعة لإدارة المهرجان التى اضطرت صاغرة للقبول وتحمل تكاليف باهظة إضافية. جدير بالذكر أن عدداً كبيراً من المطربين المصريين ساهموا بشكل كبير فى إنجاح هذا المهرجان وعلى رأسهم "هانى شاكر، إيهاب توفيق، مصطفى قمر، حكيم وأنوشكا، على الحجار"، وكشفت مصادر صحفية جزائرية، أن المطربين المصريين كانوا يتقاضون أجوراً رمزية للمشاركة، ومنهم من كان يشارك مجاناً رأفة بإدارة المهرجان، وتعاطفاً مع الشعب الجزائرى الذى يعشق فنهم، وكل ما هو مصرى، لكن المؤسف فى الأمر أن ذات المصادر أكدت أنها كانت تدفع مبالغ باهظة للمطربين العرب الآخرين مثل كاظم الساهر وأصالة وماجدة الرومى، وهو ما يؤكد أن المصرى دائماً يدفع ثمن طيبته وعاطفته تجاه الآخرين. ويتوقع المتتبعون فشل مهرجان تيمقاد هذا العام ومقاطعة الجماهير له بسبب الغياب المصرى.
