سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جواد ظريف رجل الدبلوماسية "المبتسم".. الإيرانيون نصبوه بطلا دبلوماسيا والمتشددون اتهموه بخيانة المرشد.. عمله بواشنطن جعله يجيد فن التفاوض مع "الشيطان الأكبر" وإخراج بلاده من عزلتها وكسب القضية لصالحها
بعد توقيع الاتفاق النووى الإيرانى الذى تمكنت إيران من انتزاعه من مجموعة الدول 5+1 أمس الثلاثاء 14 يوليو، وصف الإيرانيون وزير الخارجية ورئيس فريق التفاوض النووى بالبطل القومى وشبهوه برئيس الوزراء محمد مصدق فى عهد شاه إيران الذى أمم النفط الإيرانى ووقف أمام إرادة الغرب الطامع فى ثروات إيران آنذاك، وبعد حل أزمة الملف النووى مع الغرب أصبح ظريف رمزا لحل أزمات بلاده، وآملاً لتوفير حياة أفضل للشعب الإيرانى الذى عانى على مدار سنوات من عقوبات أثقلت كاهله وأنهكت اقتصاده، وطمح فى تحقيق انفراجة فى سياسات طهران الخارجية لاسيما فى علاقاتها مع الولاياتالمتحدة، والانفتاح على كل دول العالم، وإيجاد طريق للخروج من العزلة المتزايدة. المتشددون نعتوه بالخائن ولم يفوت المتشددون داخل إيران الفرصة فقد نعتوا جواد ظريف "بالخيانة"، وعندما استدعاه البرلمان لتقديم إجابات على تساؤلات النواب حول عملية التفاوض النووى، واطلاعهم على مستجداتها وقعت مشاداة كلامية بينه وبين نائب متشددة فى البرلمان، اتهمه النائب فيها "بالخيانة" للمرشد الأعلى، وعدم مراعات الخطوط الحمراء التى حددها فى المفاوضات النووية. وأصبح ظريف وجها جديدا لسياسة خارجية جديدة وعد بها روحانى، حيث اختاره لقيادة الوفد الإيرانى فى المفاوضات النووية مع الغرب، نتيجة لعلاقاته الدبلوماسية مع العديد من الأطراف الغربية، وهى سمة مكنته من تخفيف من الوترات مع الولاياتالمتحدة والدول الغربية. من هو محمد جواد ظريف؟ ولد محمد جواد ظريف عام 1960 فى طهران، واشتغل بالدبلوماسية والشئون الخارجية، ووصف بالسياسى التكنوقراطى البراجماتى، وعرف عنه إطلاعه على الولاياتالمتحدة وطريقة عمل الأممالمتحدة، بعد أن أمضى عشرات السنين فى العمل معهم، حيث تلقى تعليمه العالى فى الولاياتالمتحدة، وحصل على شهادة البكالوريوس فى العلاقات الدولية من جامعة ولاية سان فرانسيسكو عام 1984، وبعدها تابع تحضيره شهادة الدكتوراه فى كلية جوزيف كوربل للدراسات الدولية فى جامعة دنفر، حيث حصل على شهادة الدكتوراه فى القانون والسياسة الدولية عام 1988. وانضم "ظريف" إلى البعثة الإيرانية لدى الأممالمتحدة، حيث عمل مستشارا للأمم المتحدة التى امتدت بين عامى 1982 و1988، وبعد حصوله على شهادة الدكتوراه أصبح ظريف المستشار والقائم بالأعمال فى البعثة الإيرانية الدائمة لدى الأممالمتحدة، وبين عامى 1988 و1989 تم تعيينه مستشارا لوزير الخارجية الإيرانية وقتها على أكبر ولايتى، ثم أصبح أستاذا زائرا فى كلية العلاقات الدولية فى طهران، ومن عام 1989 إلى 1992 عاد ظريف إلى الأممالمتحدة نائبا لمندوب إيران الدائم لدى نيويورك، وبسبب عمله مع الدول الغربية وصداقته لبعض المسئولين الغرب لم يكن محل إعجاب من قبل المتشددين الإيرانيين، وكان يلقى محاضرات بمركز التدريب التابع لوزارة الخارجية فى جامعة بشمال العاصمة الإيرانيةطهران. وبين عامى 1992 و2002 عين ظريف فى منصب نائب وزير الخارجية للشئون القانونية والدولية قبل أن يعود إلى الأممالمتحدة مرة أخرى بين عامى 2002 و2007 مندوب إيران الدائم هناك، وخلال هذا الوقت تولى ظريف مجموعة من الوظائف داخل الأممالمتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامى وحركة عدم الانحياز. وقد شغل وزير الخارجية الإيرانى عضوية التحرير لعدد من المجلات العلمية، بما فى ذلك مجلة "الشئون السياسية والدولية الإيرانية"، ومجلة "السياسة الخارجية الإيرانية"، كما كتب العديد من الأبحاث حول مواضيع مختلفة، مثل نزع السلاح وحقوق الإنسان والقانون الدولى والصراعات الإقليمية، وفى عام 2003 وذلك بحسب "تريتا بارسى" رئيس المجلس الوطنى الإيرانى الأمريكى، وفى عام 2007 كان ظريف المتحدث الرئيسى فى مؤتمر المجلس الإيرانى- الأمريكى الذى حضره "تشاك هيجل" و"دينيس كوسينتش" و"نيكولاس كريستوف" و"آندروس ليدن". واستقال ظريف من منصبه ممثلا دائما لإيران لدى الأممالمتحدة عام 2007، وخلفه محمد خزاعى، وهو أول وزير فى الجمهورية الإسلامية يمتلك صفحة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" و"تويتر" يديرهما بنفسه، على العكس من المتشددين فى إيران الذين يرونها أداة للتجسس وينبغى حجبها. موضوعات متعلقة.. وزير خارجية إيران: مجلس الأمن سيعترف الأسبوع القادم بالبرنامج النووى