شن مصطفى تمبور، العضو بالهيئة القيادية والدائرة السياسية لحركة تحرير السودان "جناح عبد الواحد نور" المقيم حاليا فى باريس، هجوما عنيفا على الرئيس السودانى عمر البشير، وعلى أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى الأمين، فى الوقت الذى أشاد فيه بإسرائيل وسياستها التى وصفها بالإنسانية. وأضاف تمبور فى مؤتمر صحفى أقيم بمقر حزب الجبهة الديمقراطية أن حزب المؤتمر الحاكم "قذر ويفتقر إلى الأخلاق"، مؤكدا أن أول ما ستفعله حركته عندما تصل إلى سدة الحكم، ويكون الزعيم عبد الواحد محمد أحمد النور رئيسا للسودان ستقوم بتسليم البشير للقاضى أوكامبو، للانتقام منه على ما اقترفه فى حق الشعب السودانى. وأشاد تمبور بسياسة إسرائيل التى وصفها ب"الإنسانية"، وقال: "إسرائيل دولة صديقة للحركة، لأنها استوعبت أكثر من 15 ألف لاجئ سودانى ووفرت لهم الوظائف والتعليم فى جامعاتها وزعيمنا أحمد النور يدخل تل أبيب بدون تأشيرة، لذلك عندما نسيطر على السودان ونصل إلى السلطة سننشئ سفارة إسرائيلية بجوار سفارة فلسطين فى الخرطوم سنتضامن مع اليهود فى كل المجالات، ويجب أن نكن لهم فائق الاحترام". وقال إن حكومة البشير محتلة وهذا ما جعلنا أن نتحول إلى حركة مسلحة ونقاتل ضد نظام البشير، مضيفا أن حركته لديها قوة مسلحة منتشرة فى كل أرجاء السودان، ولدينا القدرة على الدخول فى قلب الخرطوم، من أجل تغيير الوضع القائم فى البلاد شاءت الحكومة. ووصف تمبور حكومة حزب المؤتمر الوطنى بأنها غير أخلاقية وغير جادة فى سياستها، ولا تريد أن يكون السودان شعبا واحدا معافى من الأمراض، مؤكدا أن البشير يسفك دماء الشعب السودانى ويعادى التعدد والتنوع الثقافى والدينى فى السودان، والدليل أنه تبنى الدين الإسلامى كدين رسمى للبلاد، واعتبر اللغة العربية اللغة الوحيدة هناك. كما انتقد الحكومة المصرية وقال إن مصر لا تتفهم طبيعة الصراع السودانى أو الوضع هناك، وقال إن زيارة وزير خارجيتها أحمد أبو الغيط والوزير عمر سليمان ذهبا إلى دارفور لكى يباركا فوز حزب البشير، على الرغم من أن مصر تكره حزب المؤتمر، لأنها تعلم أن نافع على نافع، مساعد الرئيس السودانى، هو الذى خطط لاغتيال الرئيس مبارك فى أديس أبابا عام 1991، لأنه احتضن مؤتمر التجمع الوطنى الديمقراطى السودانى فى القاهرة، مضيفا أن عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية يتحرك وفقا لإملاءات حكومة بلاده بشأن تعامله مع القضية السودانية. واستطرد تمبور قائلا إن الزعيم الليبى معمر القذافى ساوم قائد الحركة، وقال إن القذافى وضع أمامنا 7 مليارات دولار فى سرت عام 2007 للتوقيع على وثيقة التسوية السياسية، وعرض على النور منصب نائب رئيس الحكومة وألحق فى تشكيل قوة عسكرية وتشكيل حزب سياسى مدنى، لكننا رفضنا من أجل مصلحة الشعب السودانى، معتبرا أن مفاوضات الدوحة خادعة، وقال: من يريد التفاوض يذهب إلى "منبر الدوحة" ليحصل على أموال طائلة بالعملة التى يريدها بدء من الين اليابانى، مرورا إلى الجنيه الإسترلينى والدولار نهاية إلى الجنيه السودانى. وأردف تمبور قائلا: ظهور الحركة لم يكن عبثا أو عشوائيا، ولكن ولكن جاء استجابة لمتطلبات وآمال وتطلعات الشعب السودانى من أجل إقامة دولة علمانية ليبرالية تقوم على تعددية ثقافية واجتماعية خالية من كل أشكال الجهل والتخلف. وعن الجهات التى تساعد الحركة قال توجد دول تقدم المساعدات لنا، وعلى رأسها إريتريا وهولندا وفرنسا. وطالب تمبور فى ختام كلمته بضرورة إقامة دولة سودانية علمانية ليبرالية تقوم على التعددية وفصل الدين عن الدولة، مؤكدا على أن حركته لن تتفاوض مع البشير حتى وإن كان التفاوض فى البيت الأبيض.