نشرت هيئة الإذاعة البريطانية BBC تقريراً حول أوضاع السجون والتعامل مع السجناء من الإسلاميين المتشددين، قالت فيه إن هناك سجناء إسلاميين سابقين فى بريطانيا صرحوا بأن الجهود الحكومية الهادفة إلى محاربة التطرف قد فشلت. حيث قال ناطق باسم حزب المحافظين المعارض، إن الخطر الإسلامى طرح تحديات فريدة من نوعها، مضيفاً أن "بريطانيا ينبغى أن تبحث عن أفضل الممارسات الدولية للتعامل مع الوضع". ذكر التقرير، أن إدارة السجون البريطانية تستخدم علماء دين مسلمين بهدف "تحدى أيديولوجية المتطرفين وتقويض الأسس التى يستندون إليها"، وقد أشار سجناء سابقون إلى أن هؤلاء الذين تستخدمهم إدارة السجون ينظر إليهم على أنهم "أدوات فى يد الحكومة البريطانية"، مضيفين أنهم تعرضوا للاعتداء من قبل السجناء. نقلت BBC شهادة أحد السجناء السابقين عما واجهه داخل تلك السجون، حيث قال إن رجال الدين فشلوا فى تحدى معتقداته الدينية الأساسية، حيث كان قد سجن لمدة ثلاث سنوات ونصف عندما كان عمره 17 عاماً بعد اعترافه بأنه حضر بعض معسكرات الإرهابيين. وأضاف قاسم – ليس اسمه الحقيقى- أن رجل الدين الذى كان مكلفاً بالإشراف على السجناء لم يحاول نزع التطرف، الذى كان متفشياً فيهم إذ اكتفى بإمامة صلاة الجمعة فقط. وهو الأمر الذى أيده عدد من السجناء، حيث قالوا إن الإمام الذى كان يشرف عليهم لم يكن مؤهلاً للتعامل مع الأيديولوجية التى دفعتهم إلى ارتكاب جرائمهم. ونقلت BBC تصريحات الحكومة البريطانية، التى قالت فيها، إنها تعمل مع "منظمات وسيطة" بهدف إعادة تأهيل السجناء، حيث تقول الحكومة، إن التعامل مع المتطرفين الإسلاميين لم يكن سهلاً أبداً إذ عالجت كل ملف على حدة حسب درجة خطورته. قال بيتر نومان من مركز محاربة التطرف فى كلية كينجس كوليج، الذى أجرى أبحاثاً فى محاربة التشدد فى 15 بلداً، إن انتداب أئمة فى السجون خطوة فى الاتجاه الصحيح، لكن السجناء السابقين يحتاجون إلى دعم أكبر خارج السجون، مضيفاً أن الجهود المبذولة داخل السجون غير كافية إذ يعود السجناء السابقون إلى البيئات التى جاءوا منها. ودعا إلى إنشاء شبكة لمتابعة السجناء بعد خروجهم للتأكد من عدم انخراطهم فى أنشطة إرهابية. وكانت إدارة مراقبة السجناء السابقين قد بدأت تستعين بخدمات منظمات محلية بهدف التصدى لأيديولوجية المتطرفين وتشجيع فهم أكثر تسامحاً للدين الإسلامى، وقال قاسم إنه تخلى عن قناعاته المتشددة بفضل النقاشات التى نظمها مركز ستوكويل الإسلامى.