قام أعضاء مجلس شورى الجماعة الإسلامية بعدة جولات فى محافظات الصعيد، للسيطرة على حالة التمرد التى شهدتها الجماعة مؤخرا، وطلبات الأعضاء بالانسحاب من تحالف دعم الإخوان، حيث سعت قيادات الجماعة لتأجيل النقاش حول الانسحاب حتى عقد الجمعية العمومية التى لم تحدد موعدها حتى الآن. انسحاب قيادى بالجماعة الإسلامية من تحالف الإخوان يأتى هذا فى الوقت الذى أعلن فيه قيادى بالجماعة الإسلامية انضمامه لدعوة بدرى مخلوف مؤسس الجماعة الإسلامية، بالانسحاب من التحالف، مؤكدا أن هناك أعضاء كثر انضموا إلى هذه الدعوة خلال الساعات الماضية. وقال الدكتور البدرى حسن، القيادى بالجماعة الإسلامية فى أسيوط، إنه انضم لدعوة "مخلوف" للانسحاب من تحالف دعم الإخوان، موضحا أن مخلوف لم يكن الأول الذى طالب بالانسحاب من التحالف وسبقه العديد من الدعوات التى لم ينصت لها أحد. وأضاف حسن ل"اليوم السابع" أن الشيخ عصام دربالة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، قام خلال الساعات الماضية بعمل جولات فى الأقاليم لأخذ رأى الأعضاء حول الانسحاب من تحالف دعم الإخوان، موضحا أن رأى أغلبية الجماعة الإسلامية مع الانسحاب، لافتا إلى أن الجماعة تغيرت أفكارها وانتهت الطاعة العمياء تماما. جولات لمجلس عصام دربالة فيما قال بدرى مخلوف، مؤسس الجماعة الإسلامية بالصعيد، إن أعضاء الجماعة الإسلامية الذين يريدون الانسحاب من تحالف دعم الإخوان ينتظرون فقط انعقاد الجمعية العمومية التى لم تحدد موعدها حتى الآن لإعلان موقفهم من الانسحاب. وأضاف مخلوف، أن رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية عقد خلال الأيام الماضية لقاءات عديدة مع أعضاء الجماعة بالصعيد، وأمناء الحزب بالمحافظات للاستطلاع رأيهم فى الانسحاب من التحالف قبل عقد الجمعية العمومية للجماعة. وأشار مؤسس الجماعة الإسلامية بالصعيد، إلى أن هناك أعضاء من الجماعة اشتكوا مجلس الشورى من السياسات المتعبة مؤخرا، وأرادوا توصيل طلباتهم للقيادات العليا، لذلك قام دربالة بهذه الجولات قبل انعقاد الجمعية العمومية. فيما قال وليد البرش، مؤسس حركة "تمرد الجماعة الإسلامية" إن هناك رحلات مكوكية فى المحافظات وضغوط شديدة يمارسها عصام دربالة والمجموعة التى ترفض الانحساب من تحالف الإخوان على أعضاء الجماعة لحشدهم ضد بدرى مخلوف والأصوات المنادية بالانسحاب من تحالف دعم الإخوان ومحاسبة المسئولين عما وصل إليه حال الجماعة. خلاف بين قيادات الجماعة الإسلامية بالخارج والداخل حول الانسحاب بينما أوضح فؤاد الدواليبى، أحد مؤسسى الجماعة الإسلامية، أن هناك خلافا واضحا بين قيادات الجماعة المتواجدة فى الخارج، وأعضاء الداخل حول الانسحاب من تحالف دعم الإخوان، لافتا إلى أن قيادات الخارج أكثر ارتباطا بالتنظيم الإخوانى لذلك يرفضون الانسحاب وعلى رأسهم عاصم عبد الماجد، بينما أعضاء الداخل فأغلبهم مع الانسحاب لأنهم يرون أنهم يتضررون منه. من جانبه قال الدكتور كمال حبيب، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن بدرى مخلوف قيادة كبيرة فى الجماعة الإسلامية، وكونه يعلن الخروج من تحالف دعم الإخوان دون أن يرجع للجماعة الإسلامية، يؤكد إدراكه أن التحالف فشل فى إنجاز أهدافه ولا يريد إحراج الجماعة الإسلامية فأعلن هو بمبادرة منه دون الرجوع لأحد ما يعتقد أنه الموقف الصحيح. وأضاف أن خروج بدرى مخلوف، من التحالف مؤشر على التراجع التدريجى لقناعة قيادات الجماعة الإسلامية بالاستمرار فى هذا التحالف، موضحا أن الجماعة الإسلامية بطيئة فى الإعلان عن المواقف الكبيرة، وقد تكون مقتنعة بالخروج من التحالف لكنها بطبيعتها تتأخر كثيرا فى الإعلان عن مواقفها الجديدة، خاصة تلك المختلفة عن مواقفها السابقة، فحين يكون للجماعة موقف وتريد التراجع عنه فهى تقتنع به، لكنها من الناحية النفسية تؤخر إعلان القرار.
