كثيرات هن من يبحن بتفاصيل مشاعرهن عبر صفحات الويب، لكن قليلات من يشعرنك بهمسهن، من يلقين بضفائرهن على الصفحة مع الأحرف لتشاهد براءة بنت تعدو لتلحق ركب الأنوثة فى لهفة لإثبات انتمائها لعالم حواء، ومنهن من تحاصرك بدفء أنوثتها حتى تسلم ذاتك لأحرفها وأنت سعيد، أو من تهدهدك بكفها وأحرفها فوق أشرعة المتعة وتبحر بك عبر بحار الأنوثة الغارقة فى الجمال والغنج. فقط بعض من تلك الأقلام تحملك على أجنحة الحلم وتلقى بك فى موج الأوهام وعالم الخيال الراقى، تسافر بك عبر الأزمنة ممتطيا أحرفها المعطرة إلى مزن العشق وغابات الكرز التى تزرعها عبر شفتيها وتجمعها بكفها لتطعمك متعة ما تحويه أحرفها من عذوبة وسمو مشاعر فى سعيها لتضفير العشق بأرق معانى الفتنة. حين تدقق وتخوض تجربة الإبحار عبر معانى الأحرف، وتسافر عبر جمال ما يسطر تدرك أن لكل أنثى شذاها الخاص وشهد معانيها المتفرد، ونبع أحرفها الذى يتدفق زلالا كعسل مصفى يتهادى عبر مداد قلمها، عطرها المميز ونقائها الفاصل المحدد للفرق بين عزفها على أوتار القلب وبين أخرى تأتى نغماتها محملة برائحة البنفسج، وثالثة يحملك صوت أحرفها عبر رائحة البحر إلى جزر الهدوء. مقدرة كل أنثى على التفرد فى عزفها لمفردات عشقها والبوح باقتدار وروعة عن مكنون نفسها من الأحاسيس يدهشك بروعته وصدقه ونقائه ويجبرك على الوقوف والتأمل ومعاودة الاستمتاع بترانيم العشق التى ترتلها كل أنثى بهمس ودون جلبة تدرك هى بإحساسها إنها ستفسد سمو ما تبوح به، ويعانق أحرفها الخجل الراقى فتأتى الكلمات وكأنها وشوشات أنثى تسكن القلوب فتبعث فى جنبات النفس دفء وتعيد إليها الحياة.