قال الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، إن تحفظ بعض الدول العربية بشأن دخول إيران فى مبادرة "رابطة الجوار" كان بسبب أمور تحتاج إلى توضيح من قبل إيران التى وصف سياستها بالعاصفة. جاء ذلك خلال مواجهته للصحافة مع الإعلامى السعودى داود الشريان، فى برنامج "واجه الصحافة"، فى قناة "العربية"، وحدد موسى تلك الأمور فى مسألتين: الأولى القضايا المتعلقة بالمشاكل التى تؤثر على الأمن العام فى المنطقة، مثل موضوع الشيعة والسنة فى العراق، وما يحدث بسببه من مشاكل، ومسألة الجزر الإماراتية التى تحتلها إيران، وأيضا مسألة الحوثيين ومزاعمها فى البحرين. وأضاف موسى أن الأمر الثانى الذى كان سبباً فى تحفظ الدول العربية، هى القضية النووية الإيرانية، وهو أمر يهم العرب أكثر مما يهم غيرهم، وأنه يجب أن يطرح على مائدة الحوار، مشددا على أن تلك الحالات تستوجب الحوار وليس العكس، وأنه آن الأوان للدخول فى حوار مع إيران. وكشف موسى أنه يعتزم خلال القمة العربية الاستثنائية المتوقع عقدها أواخر العام الحالى، عرض تفاصيل أكثر حول مبادرة "رابطة الجوار" التى طرحها خلال قمة سرت فى ليبيا، والتى قال إنها لقيت ترحيباً من السعودية ومصر ومن دول عربية أخرى. أما بالنسبة لتركيا، التى وصف موسى سياستها بأنها مقبولة وسلسة، فأكد أنها من أوائل الدول التى رحبت بالمبادرة، مشدداً على أن المبادرة مهمة جداً وستكون لها عائداتها الإيجابية حتى على المستوى الاقتصادي، وأنها ستخدم قرابة 800 مليون نسمة. وعن مسألة انضمام إسرائيل للرابطة المقترحة، قال موسى إنه لا مكان لها ما لم تفِ بالتزاماتها وتقبل بعملية السلام والمبادرة العربية، موضحاً أنها لم تقدم أى بادرة حتى الآن، بل إنها مستمرة فى الاستفزاز وتحدى القوانين الدولية. وفيما يخص مسألة تدوير منصب الأمين العام بين الدول الأعضاء، أوضح الأمين العام للجامعة العربية أن ميثاق الجامعة العربية لا يتضمن النص على أن يكون الأمين العام للجامعة مصرياً، ولكن جرى العرف على أن يكون المنصب لدولة المقر، وأردف أن المسألة متروكة للقمة العربية للاتفاق عليها. ونفى موسى أن يكون إعلان نيته التقاعد نهاية فترة ولايته الحالية فى (مارس) القادم مرتبط بطموحات سياسية شخصية فى مصر، وقال إنه يعتقد أن عشر سنوات فى المنصب كافية، وأنه آن الأوان للتغيير فى مسيرته السياسية. أما عن الوضع فى مصر، فقال إنه يمر بمرحلة تطور ونقاش وحراك سياسى وهذا أمر إيجابى. وتطرق موسى خلال المواجهة لقضايا عدة مثل الانتخابات العراقية، مؤكداً أن الدور العربى كان حاضراً وأن الانتخابات عبرت عن إرادة الشعب العراقى. وفى الشأن السودانى، قال موسى إن قرار محكمة الجزاء الدولية بإيقاف الرئيس البشير لم تأخذ بعين الاعتبار أن أطرافاً عدة مسئولة عما حدث فى دارفور من خروقات لحقوق الإنسان.