أثناء سيرى فى بهو نقابة الصحفيين بحثاً عن جمال عبد الرحيم عضو مجلس النقابة والمسئول عن المبنى لإجراء حوار معه حول ما حدث مؤخراً فى النقابة واعتراضه على مؤتمر "مصريون ضد التمييز" ومنعه من الانعقاد، لمحت شخصاً يقف وسط مجموعة من الأفراد يقول ضاحكاً: "المهم أنى منعت المؤتمر ونفذت اللى أنا عاوزه فتأكدت أنه المقصود.. وبدون أى عناء تدفقت كلمات عبد الرحيم المنفعلة فى حواره معى. البعض يفسر اعتراضك على المؤتمر بأنه موقف ضد حرية الاعتقاد والتعبير, فما رأيك؟ هذا كلام غريب يردده العلمانيون وأقباط المهجر لأن حرية الرأى ليست حرية مطلقة فلا يجب أن تخالف دستور البلاد ونظامه العام والدستور المصرى يقول إن الأديان الثلاثة هى الإسلام والمسيحية واليهودية ولم يقل البهائية التى رفضها كل علماء الإسلام وهل بعد كل هذا يسعون لعقد مؤتمرهم داخل النقابة، وبكل فخر أضاف قائلاً: أنا أنقذت النقابة من فضيحة تاريخية تتعلق بتدنيسها من جانب البهائيين. وما حدث أليس فضيحة فى تاريخ نقابة الصحفيين ؟ بتعجب، رد متسائلاً: ما الذى حدث ؟ لم يحدث شىء. الشجار الذى حدث واستخدام الشوم وتقطيع اللافتات... ماذا يمكن أن نسميه؟ كل هذا مجرد اتهامات باطلة ترددها بعض الصحف اليسارية التى ترعى المؤتمر فكل ما حدث هو أننى يوم الخميس علمت بصفتى المسئول عن المبنى أن إحدى القنوات التليفزيونية، وهى القناة الثانية الإسرائيلية جاءت إلى النقابة لتستعد لنقل فعاليات المؤتمر لإسرائيل وأن أحد موظفى الكهرباء والذى يجرى صيانة للمبنى سيتعاون معهم لتوصيل الكهرباء وأنهم سيأتون فى السادسة صباح الجمعة للاستعداد للمؤتمر وهو ما اضطرنى مع مجموعة من زملائى للبيات داخل النقابة بهدف منع القناة من دخولها وهو ما حدث بالفعل حيث جاءت فى الميعاد المحدد سيارة سوداء اللون بها حوالى 8 كاميرات فتصديت لها أنا وزملائى بعد أن تأكدت من هوية مديرها الذى يحمل كارنيهاً من التليفزيون الإسرائيلى. ومن ضمن اختصاصاتى كمسئول عن المبنى منع دخول أى شخص لا يحمل كارنيه النقابة إلا فى حالة انعقاد مؤتمر أو ندوة، وبشرط أن يأتى الحضور فى وقت الانعقاد فقط وليس قبل ذلك وهو ما لم يحدث حيث بدأ الضيوف يتوافدون من الساعة الثامنة صباحاً، لا أعرف لماذا؟! وقد حاولوا اقتحام المبنى بالقوة إلا أننى استدعيت النجدة لمنعهم. فى هذه الأثناء، كنت أتفاوض مع النقيب ومع هذا حينما وصل للمبنى فى تمام الساعة 11.30 صباحاً أسرعت لفتح الباب له فوجدته يقتحم الباب بشدة ثم قام بالاعتداء علينا بكلمات غريبة منها "أنتم بلطجية" وما حدث بعد ذلك كانت مجرد مشاحنات عادية بين عضو مجلس نقابة والنقيب. ما رأيك فيما أكدت عليه التحقيقات بأن التليفزيون الإسرائيلى لم يأت للنقابة ؟ هذه التحقيقات لم تتم من الأساس والبيان الذى أصدرته هيئة المكتب أمر غريب لأن التحقيقات التى يقولون عنها لم تستمع لأقوال كل من شاهد سيارة التليفزيون ولكن كل ما قاموا به هو استدعاء الموظفين المتورطين فى هذا لسؤالهم عما قيل ومن الطبيعى جداً أن ينكروا ما حدث. اعتراضك على موقف النقيب , هل سببه وجود أى خلاف قديم بينكما؟ مكرم محمد أحمد هو نقيب النقباء وأنا أكن له كل الاحترام والتقدير، خاصة أن له أفضالاً كثيرة علىّ منها دوره فى حل مشكلتى مع سمير رجب وقد ساعدنى وقتها للعودة إلى جريدة الجمهورية مرة أخرى لذا كنت من أوائل الصحفيين الذين يدعون له أثناء الانتخابات الماضية، ودعينا نؤكد على أن الاختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية. من هذا المنطلق ماذا يعنى تقديمك لمذكرة لمجلس النقابة تطالب فيها بمحاسبة النقيب...وهل يمكن اعتبار ذلك بداية للتمرد عليه؟ ليس المقصود محاسبته ولكن التحقيق فيما حدث، فكل اعتراضى على موقفه هو موافقته على عقد المؤتمر دون الرجوع لأعضاء المجلس ومع هذا فعذره الوحيد هو أن النقيب قد تعرض للتدليس من منظمى المؤتمر الذين أخفوا عليه الهدف الأساسى منه وأن المنظمة تم رفض تأسيسها من جانب وزارة التضامن الاجتماعى. بصفتك المسئول عن المبنى ما هى ضوابط تأجير النقابة للقاعات؟ من المفترض قبل أن يحدث التأجير لابد من الاطلاع على كل الأوراق الخاصة بالجهة التى ستؤجر المكان وتحديد الهدف منه والشخصيات التى ستحضر فيه، وهو الأمر الذى لم يحدث وقد يكون سبب ذلك وجود خلل إدارى من موظفى النقابة لأن من الصعب على النقيب الاطلاع على كل شئ بنفسه. ما تفسيرك لعدم انعقاد مجلس النقابة منذ حوالى شهرين ؟ المسئول عن ذلك هو النقيب فللأسف نعانى من عدم انعقاد المجلس لأن مذكراتنا يلقى بها عرض الحائط رغم أن ذلك يخالف اللوائح والقوانين. البعض يؤكد أن الأخوان والأمن كانا وراء ما حدث, ما تعليقك ؟ كيف يلتقى الاثنان فى ظل هذا الخلاف الكبير بينهما. استناداً منهما إلى وجود تحالفات سرية بينهما. على العموم أنا ليس لى علاقة لا بالأمن ولا بالإخوان وتاريخى يشهد بذلك. هل ترى أن ما تم مناقشته فيه هو ما كنت تخشاه؟ بكل تأكيد فما نشر عن المؤتمر برهن على أننا كنا على حق. هل تشعر أنك حققت انتصاراً كبيراً؟ من كثرة سعادتى بما حققت لا أستطيع النوم.