لا تزال ملاعب القارة السمراء تبوح بالمفاجآت فى مختلف المسابقات القارية، فبعد خروج منتخبى مصر ونيجيريا من التصفيات المؤهلة لبطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حاليًا فى غينيا الاستوائية، كانت المفاجآت عنوان نتائج مباريات الجولة الأولى بالمجموعة الرابعة، بعد تعادل منتخب كوت ديفوار مع غينيا بهدف لكل منهما، والكاميرون مع مالى بالنتيجة ذاتها. كان الجميع يتوقع تأهل منتخبى كوت ديفوار والكاميرون عن المجموعة الرابعة إلى الدور ربع النهائى من منافسات البطولة، إلا أن بالنظر لنتائج مباراتى الجولة الأولى، والأداء الفنى لمنتخبى "الأفيال" و"الأسود" نجد أن المفاجآت واردة بقوة، بخروج أحد المنتخبين أوكليهما من الدور الأول. البداية مع منتخب كوت ديفوار، الذى يؤكد فى المباراة تلو الأخرى، بأنه يعانى كثيرًا منذ إعلان ديدييه دروجبا، مهاجم تشيلسى الإنجليزى اعتزاله اللعب "دوليًا"، وهو ما اتضح جليًا فى المباريات الأخيرة للمنتخب الإيفوارى، حيث التراجع الشديد فى الأداء الفنى ومعدلات التهديف. من جانبه، عبر يايا توريه، لاعب وسط كوت ديفوار عن خيبة أمله بعد التعادل أمام غينيا، وقال توريه قى المؤتمر الصحفى عقب المباراة: "لقد لعبنا بمستوى مخيب للآمال، وظهرنا بشكل ضعيف أمام منافس جيد، واعتقد أن تلك المباراة للنسيان، وعلينا أن نركز فى المباراة القادمة للفريق للحفاظ على آمال الفريق فى التأهل للدور الثانى من البطولة". أضاف لاعب وسط مانشستر سيتى الإنجليزى، "بالتأكيد اعتزال دروجبا أمر كبير بالنسبة لمنتخب كوت ديفوار، ولكن علينا أن نتدارك الأمر فهذه سنة الحياة ولن نتوقف". فى حين كشف الفرنسى هيرفى رينارد، المدير الفنى للمنتخب الإيفوارى، عن وقوع بعض الأخطاء فى الخطط الفنية، موضحًا أنه سيعمل على معالجتها خلال الفترة المقبلة، للعودة إلى الطريق الصحيح، لاسيما وأن منتخب "الأفيال" حضر إلى غينيا الاستوائية من أجل حصد اللقب. وعلى الرغم من التعادل المخيب للآمال للمنتخب الإيفوارى فى مستهل مشواره بالبطولة، إلا أن المدرب الفرنسى كان له رأى آخر، قائلًا، "كنت أظن أن الكاميرون فقط أفضل منا، ولكن التعادل مع غينيا بعشرة لاعبين مكسب"، وذلك بعد طرد جيرفينيو، مهاجم روما الإيطالى، منتصف الشوط الثانى من عمر المباراة. ولم يكن المنتخب الكاميرونى أحد المرشحين لحصد اللقب القارى أفضل حالًا عن نظيره الإيفوارى، بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من تذوق مرارة الهزيمة أمام منتخب مالى، الذى قدم واحدة من أفضل مبارياته فى السنوات الأخيرة، لولا الخطأ الدفاعى الذى نجح فى استغلاله المهاجم الكاميرونى أيونجو، ليحرز هدف التعادل لمنتخب بلاده فى الدقيفة 84 من عمر المباراة. المنتخب الكاميرونى الذى يخوض منافسات البطولة دون نجوم عصره الذهبى صامويل إيتو، وألكسندر سونج، بات فى حاجة لإعادة 4 ترتيب أوراقه بعد المستوى المتدنى الذى ظهر عليه فى مباراة مالى.