سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير الأوقاف يفتتح صالون الأوقاف لتنقية التراث الدينى.. ويؤكد: علماؤنا قادرون على ذلك.. و"عمر هاشم" : يتعرض لحملة إعلامية مغرضة.. و"على جمعة": منهج الأزهر لا يولد العنف ومن ينتقد كتب التراث "تافه"
أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصرى، أن علماء الأزهر ومنهم مفتى الجمهورية السابق الدكتور على جمعة والدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار علماء الأزهر، قادرون على الإصلاح فيما يتعلق بتنقية كتب التراث لتناسب زمانها. وأضاف محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصرى، خلال افتتاحه صالون الأوقاف للحديث عن تنقية كتب التراث الدينى، أن الإصلاح يبدأ من الداخل دون حسابات علمية أو سياسية أو غيره. فيما أكد الدكتور أحمد على عجيبة، أمين عام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية خلال إدارته للصالون، أن تنقية كتب التراث يعنى ضبط كتب السابقين دون المساس فيما نزل به الوحى. من جانبه أوضح الدكتور على جمعة، مفتى الديار المصرية السابق، أن علماء الأزهر تعلموا منهجا بعيدا عن العنف لكنه قد يولد بعض الجمود، مضيفا أن أهل كل زمن قاموا بواجبهم فى وقتهم ومن الضرورى عدم الانشغال بنقدهم بل الانشغال بطريقة تفكيرهم والأخذ بمناهجهم، لأنها فى غاية الإبهار وهدمها هدم للأمة، مشيرا إلى أن كتب التراث عددها مليون كتاب. وأشار الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية السابق، إلى أن هناك فارقا بين التجديد والإصلاح، فالتجديد يستدعى عندما تتغير مقتضيات الزمان والمكان والأشخاص والأحوال. وأضاف الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية السابق، أن الغرب لم يهدموا تراثهم بل حافظوا عليه وقامت عليه جامعاتهم وبنوا عليه علمهم، موضحا أن التراث الإسلامى أخلاق وعبادة وعلم دنيوى، فى حين أن علوم الغرب بعيدة عن الله واعتبرت علاقتها بالله نسبية حسب المصلحة. وأشار الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية السابق، إلى أن الإمام القرطبى له 20 مجلدا لم يرد فيه إلا حديث غريب ولا يستحق أن يهدم كتابه العظيم بسبب حديث غريب فسر بمقتضى زمانه، و6 روايات أخرى تحتاج فقط إلى تحقيق وليس هدم هذا الكتاب العظيم، حيث لا تحتاج الطريقة الأكاديمية هدم الكتب بل مناقشتها. وأوضح الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية السابق، أن حذف أجزاء من كتب التراث يعنى ضياع المذاهب الفقهية لفقدان أصول الاجتهاد وطرق التفكير لدى السابقين، كما سيتهمنا اللاحقون بالخذلان وتزييف وتزوير التراث، حيث حملت الكتب بعض التفقه من قبل العلماء لدى الطلاب، مشيرا إلى أن علماء الأزهر المحدثين عالجوا التراث من خلال كتب سميت مختارات وتهذيب يعنى المنقح دون تجريح فى كتب التراث لإعادة ملكة اللغة العربية، وإعادة التفكير السليم لكتب التراث فى تعبير عن حضارة بذل لها الكثير، حيث إن السفهاء الذين ينتقدون كتب التراث "تافهين"، مشيرا إلى عظم علمائنا الأزهريين المحدثين ومنهم الشيخ الطنطاوى الجوهرى الذى رشح لجازة نوبل ومات قبل الحصول عليها ولم يعلم بعلمه العظيم الكثيرون، مطالبا أبناء الأزهر والمصريين بالاعتزاز بتراثهم وعدم المبالاة بالنقد اللفظى خارج الأكاديميات العلمية. وأكد الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية السابق، أن الدكتور طه حسين هو أول من ابتكر كلمة تراث ووصف ما ترك لنا بتراثنا فى كتب عنه فى مجلة الرسالة، موضحا أن أهل كل زمن قاموا بواجبهم فى وقتهم ومن الضرورى عدم الانشغال بنقدهم بل الانشغال بطريقة تفكيرهم والأخذ بمناهجهم لأنها فى غاية الإبهار وهدمها هدم للأمة، مشيرا إلى أن كتب التراث عددها مليون كتاب، قائلا:"أمتنا ليست أمة تافهة ". فيما قال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار علماء الأزهر، إن كتب التراث تتعرض لهجمة شرسة ومغرضة شنها عليها أعداء الإسلام بتمويل من بعض المنظمات، مطالبًا المسئولين بالتدخل لوقف الهجوم على دين الله بغير علم. وأضاف الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار علماء الأزهر، أن الاختلاف حول التراث بأن سياقات من روى تحتاج إلى النظر فى حال من أخذوا عن العالم الموثق، مضيفا أن كتب التراث يكون التدخل فيها فى الشروحات لا المتن، مطالبا بالمحافظة على أشرف تراث فى الوجود، حيث تتعرض لهجمة شرسة شنها عليها أعداء الإسلام ومنظمات عميلة تمولهم، حيث يتعرضون لحملة ممولة ال5 دقائق فيها ب2000 جنيه، مطالبا المسئولين بأن يتدخلوا لوقف الهجوم على دين الله بغير علم ولا فهم . وأكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار علماء الأزهر، أن التراث له أهميته وهويته مهما قيل فأمة ليس لها تراث هى أمة بلا هوية، مضيفًا: "تراث الأمة الإسلامية هو أوثق تراث، ما عاب أحدا تراثها وما أدار ظهره له، ولا نستطيع أن ندير ظهرنا له، لكن نحتاج إلى مناقشته بعد أن دار عليه الزمان وتنقيحه من بعض ما علق به وهو أمر ليس بمعيب". وتابع:" هناك بعض الأحاديث الضعيفة فى كتاب أحياء علوم الدين، لأن العلماء كانوا يتلقفون علوم الدين حبا له، مطالبا بالتريث وعدم التعجل فى رفض أو إخراج شىء من التراث". وأشار الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار علماء الأزهر، إلى أن بعض الرواة وكتاب التراث جمعوا ووثقوا أحاديث ضعيفة فى الكتب بعلمهم خوفا من تقويته بعد ذلك من مصدر آخر فيكون أهمل حديث لرسول الله وضيعه مع الزمان، مستغربًا من انتقاد البعض لذلك، لاختلاف مصالحهم مع الحديث وليس مع ضعف الرواية، لافتا أن المنهج الأوروبى تلعثم أمام علم الحديث عن المسلمين الذين لا يأتون بخبر أو حديث إلا بعد تمحيص دقيق، حيث سخر الله العلماء الكبار للدفاع عن الإمام البخارى، مؤكدا أن السنة تكمل وتفسر معنى القرآن وتشرحه ولا يمكن فهمه بدونها، مشيرا إلى أن الإمام البخارى والصحابة ليسوا معصومين لكن بصحة رواية الحديث يعصم الحديث مع عصمة صاحبه، حيث انبرى لعلم الحديث علماء شوامخ مثل الإمام البخارى، الذى أعاد الله له بصره فى الصغر بعد أن فقده. ولفت عمر هاشم، إلى أن الإمام البخارى تفوق فى حفظ علم الحديث والرواية إلى حفظ المغلوط من الأحاديث والموضوعات وعددها 100، حديث حيث تحدى المشككون وغلبهم حينما اختبروه وصحح لهم الأحاديث، مضيفا :" كتاب البخارى محل إجماع تلقفته الأمة بالقبول، لا يمكن لنا أن نغير منه حرفا، من الممكن أن نتكلم فى الشرح ولا نتكلم فى نص حديثه، مؤكدا أنه عمل على تفسيره 17 عامًا متواصلة". وأوضح عمر هاشم، أنه على استعداد لأن يمضى قدما فى وجه من يهاجم كتب التراث، مضيفا أن مثيرى الحملة ضد التراث لا يفهمون شيئا عنها، لافتا إلى أن علماء الأزهر على استعداد لإعادة تحقيق ما ضعف من تحقيق كتب التراث، قائلا:" يتحمل الأزهر الشريف رسالة الإسلام، الذى واجه هجمة شبيهة من قبل التتار وجمع المسلمين تحت لوائه، وأمتنا بخير وعلماؤنا وأزهرنا بخير ولا تخافوا من الهجوم علينا".