عقدت وزارة الأوقاف، مساء اليوم، الصالون الثقافي حول تنقية كتب التراث، نظمها الوزير مختار جمعة بالمجلس الأعلى للشئون الاسلامية. وقال على جمعة مفتى الجمهورية السابق، هناك فارق بين التجديد والإصلاح، وأن الغرب لم يهدموا تراثهم، بل حافظوا عليه وقامت عليه جامعاتهم وبنوا عليها علمهم، موضحًا، أن التراث الإسلامي تراث أخلاق وعبادة وعلم دنيوي، في حين أن علوم الغرب بعيدة عن الله، واعتبرت علاقتها بالله نسبية حسب المصلحة. وأوضح جمعة أن حذف أجزاء من كتب التراث يعنى ضياع المذاهب الفقهية لفقدان أصول الاجتهاد وطرق التفكير لدى السابقين على حد قوله، مضيفًا، وسيتهمنا اللاحقون بالخذلان وتزييف وتزوير التراث، حيث حملت الكتب بعض التفقه من قبل العلماء لدى الطلاب، مشيرًا إلى أن علماء الأزهر المحدثين عالجوا التراث من خلال كتب سميت مختارات وتهذيب يعني المنقح دون تجريح في كتب التراث لإعادة ملكة اللغة العربية وإعادة التفكير السليم لكتب التراث في تعبير عن حضارة بذل لها الكثير. ووصف جمعة، من ينتقد كتب التراث بالسفهاء التافهين، مطالبًا أبناء الأزهر والمصريين بالاعتزاز بتراثهم وعدم المبالاة بالنقد اللفظي خارج الأكاديميات العلمية. ومن جهته حذّر عضو هيئة كبار العلماء الدكتور أحمد عمر هاشم، من أن كتب التراث يكون التدخل فيها في الشروحات لا المتن، مطالبًا بالمحافظة على أشرف تراث في الوجود على حد وصفه، حيث يتعرض لهجمة شرسة شنّها عليه أعداء الإسلام ومنظمات عميلة تمولهم، مطالبًا المسؤولين بأن يتدخلوا لوقف الهجوم على دين الله بغير علم ولا فهم . وأكد عمر هاشم، أن التراث له أهميته وهويته، مهما قيل فالأمة التي ليس لها تراث هي أمة بلا هوية، مضيفًا، تراث الأمة الإسلامية هو أوثق تراث، وبعض الرواة وكتاب التراث جمعوا ووثقوا أحاديث ضعيفة في الكتب بعلمهم خوفًا من تقويته بعد ذلك من مصدر آخر فيكون أهمل حديث لرسول الله وضيعه مع الزمان".