كثيرون فى الخارج والداخل يزعجهم كثيرا أن تكون مصر موحدة قرارها بيد رئيسها ومجلسى الشعب والشورى تحت لواء الجيش وبمعونة الشرطة وبحكم دستورى موحد حفظ مصر طوال عقود طويلة، بينما دول أخرى عربية أصابها الانقسام ووصل مراحل متقدمة صار شفاء السرطان أكثر يسرا منها. فلنأخذ لبنان مثلا كان لبنان مدعاة للحسد إلى وقت قريب وكان الكل يحسده على تعايش أكثر من 14 طائفة فيه بكل الحب والانسجام، وأن لكل منهم على حسب النسبة مشاركة ومقاعد فى الحياة السياسية وعددا من مقاعد البرلمان والوزارات، وأن الرئيس مسيحى ورئيس الوزراء مسلم سنى، ولكن اكتشفنا للأسف أن النموذج الرائع الذى طالما تمنيناه تحول إلى سلاح ذى حدين تغلب الحد المؤذى فيه على الحد المفيد بمراحل، فصارت كل طائفة دينية أو طائفة سياسية تنتمى لزعيمها السياسى بكل تعصب ولا ترى فيه عيوب وتشتم الآخرين وتفضحهم عبر قنواتها وصحفها ووصل الأمر إلى القتل والتفجير المتبادل وضاع بينهما لبنان ولم يخسر إلا الشعب اللبنانى وصار حاله أسوأ فصار هذا لعون وهذا لنصر الله وهذا للحريرى وصار بإمكان حزب الله القيام بالحروب بأوامر طهران دون الاعتراف بوجود رئيس الجمهورية، وصار يتبع طهران وسوريا أكثر!!!! شىء غريب وغير منطقى بكل تأكيد وحصل مثله فى السودان عبر تطبيق الشريعة الإسلامية فى السودان، فثار الجنوب المسيحى وطالب بالانفصال عن الشمال المسلم، ووصل الحال بكل أسف إلى حرب وقتال وملايين الضحايا هنا وهناك، وحصل نفس الشىء فى اليمن وحدثت الحرب الأخيرة بتمويل وتحريض خارجى أيضًا وحصل فى العراق فليس عجيباً أن الدول المعادية لمصر والعرب لا ينضب تفكيرها من وضع أجندات للانقسام لكل بلد، فإن فشل سبب تستخدم الآخر وهكذا وتجد من ينساقون لها تحت مسميات وأغراض عديدة. يوجد داخل مصر مؤامرة سبق وأن أعلنت عنها الصحف القومية وكانت صادقة فيها وهى أن تيارات معينة تحاول وتعمل جاهدة عبر أى موقع أو منصب توجد فيه وهى تستخدم سبلا مثل الشكوى المستمرة ضد الحكومة، ليشعر الناس أن الأمور سيئة رغم أنها فى كل الأحوال كانت أسوأ مئات المرات فى عهد السادات وفى الثمانينيات ثم تحسنت بكل تأكيد، وإن لم نصل لمستوى أمريكا بالطبع! ثم يحاولون تفشيل أى إدارة بمعنى هم أنفسهم يهملون ثم يبحثون عن أخطاء غيرهم ويستغلون الحرية فى إرسال شكاوى حقيقية أو كيدية ضد بعضهم البعض، وهدفهم إفشال أى شىء إيجابى تم وإخراس أى صوت إيجابى واتهام أى شخص لا يسب بأنه عميل ويريد مكافآت من الحكومة!!!! وأن فقط من يسب على الحكومة هو وحده المخلص الوطنى!!! هدفهم واحد: الوصول بمصر إلى نقطة الصفر ليتخذوها مبررا لإثارة الشعب الذى يجرى تحضيره للثورة الآن بالضغط الإعلامى إياه، وعندها يسهل أن يقع الناس فى الفخ الذى ينصبوه لهم ويتعلقون بأى قشة تنقذهم من الغرق فيفرضون ما يريدون من أنظمة فإن لم يفلح ذلك فهم يعدون لانقلابات دموية كما كشفت الأجهزة الأمنية أيضًا، فلهذا يحزنون كلما قرأوا عن طريق افتتح أو مشروع أقيم فهو يعرقل خطتهم ويرجعهم خطوة للوراء، إنهم يتمنون أن يحدث كل يوم حادث قطار وانفجار ومظاهرة وعمل طائفى، وأن تنهمر السيول ليتهموا الحكومة وأن ينتشر فيروسات جديدة ليموت ناس فيسهلون مهمتم أكثر ولو اعترضت الحكومة، فعندهم اللعب على أحبال أخرى مثل الشكوى لمنظمات حقوق الإنسان من القمع والكبت أمال فى إيران يعملوا أيه؟!!!! ومؤخرا اجتمعت قوى المعارضة التى لكل منها اتجاه معاكس ليس فقط للحكومة بل لبعضها البعض وطوال عقود لم يقم أى حزب منها أو حركة برعاية لمرضى أو إقامة لمشاريع أو حل لمشكلة ولو بالتبرعات، بل فقط التبرعات الخارجية يستغلونها فى الثراء لأنفسهم وتجنيد آخرين وعمل عمليات تدميرية أو دعاية لأنفسهم فقط وكلها وعود أنهم لم ولن يفعلوا أى شىء إلا لما يصبحوا على كرسى الحكم وإضافة إلى كلمتى: الحرية والديمقراطية كل منهم يضيف بندا أساسيا هو ما يريده حقا ويرفضه الآخرون، فالإخوان يضيفون لها بند الدولة الإسلامية والدستور الإيرانى والأقباط يضيفون لها بند المساواة وإقامة الكنائس وغيرهم يضيفون إلغاء الجدار العازل ونقض اتفاقية السلام ثم تجد المرشحين يقولون لهم كلهم إنهم سوف يفعلون لهم كلهم ما يريدونه! فكيف؟!!!! مصباح سحرى يفعل المتناقضات سويا؟ واضح أن الدور على مصر لتواجه مصير لبنان!!!