أرادت أن تثبت للجميع أنها لم ترتكب إثما أو ذنبا، وأن الأقدار هى التى أوقعت بها إلى ما هى فيه الآن فأكملت تعليمها حتى وصلت إلى درجة الماجستير فى المحاسبة، وهى نزيلة بسجن القناطر للنساء وما زالت مصممة على استكمال مراحل التعليم والحصول على الدكتوراه. "عبير. ع"، 46 عاما من القاهرة حاصلة على بكالوريوس تجارة، إحدى نزيلات سجن القناطر الخيرية بتهمة تحريض على القتل بغرض السرقة والمحكوم عليها مؤبد 25 عاماً. بدأت عبير سردها لقصتها ل"اليوم السابع"، بأسلوب تحاول به إخفاء ما بداخلها من ألم، حيث قالت "أنا مش بحب أتكلم عن تهمتى ولكن بحب أتكلم عن المستقبل". مضيفة "أكملت دراستى العليا وحصلت على ماجستير فى المحاسبة من السجن وده لأنى مش بطبيعتى مجرمة وكان لازم أثبت لنفسى وللمجتمع إنى إنسانة كويسة". دموع "عبير" بدأت تتساقط تلقائيا بعد تذكرها أسرتها، حيث قالت "كنت متزوجة ولدى ولدان أحدهما 22 عاماً والآخر 16 عاماً، أعيش مع زوجى فى إحدى الدول الأوروبية، أعمل مدرّسة لغة عربية للجالية المصرية هناك، ثم نشب خلاف مع زوجى فى إحدى زياراتى لمصر بسبب طلبى الطلاق منه، ومنعنى من السفر خارج البلاد، فلم يكن أمامى غير أنى حرضت اثنين على سرقة أوراقى الرسمية من منزلى فشعرت جارتى بالسرقة وعندما خرجت لمواجهتهما قاما بخنقها، فتم القبض عليهم وعلىّ لأنى محرضة على الجريمة، ونلت نفس عقابهم ألا وهو المؤبد. وأضافت "عبير"، "أهلى تخلوا منى ولم يدافع عنى أحد حتى المحامى تجرد منى وبقالى 9 سنوات، ولم يسأل عنى أحد ولا أعرف شيئا عن أولادى وأهلى"، مشيرة إلى أن كل ما أصبح لها الآن فى الحياة إحدى السجينات تطلق عليها "ماما بطة" احتضنتها منذ دخولها السجن وعلمتها حرفة صناعة المشغولات اليدوية، وساعدتها فى الحصول على الماجستير. واستطردت "عبير"، وهى تبكى بغزارة، وأنا عندما أخرج هدور على ولادى ده لو لسه موجودين وشايفنى، وأنا متأكدة أنهم شايفنى وهقولهم بمناسبة عيد الحب "يوم القيامة مش هتتنادوا إلا بيا واسمى هيبقى مع اسمكم والرسول عليه الصلاة والسلام قال أمك ثم أمك ثم أمك".
