انتقد مسئولون عراقيون السبت حكومة رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى ومن سبقوه، أسلوب إدارتهم للبلاد منذ سقوط نظام صدام حسين 2003. جاء ذلك فيما شنت منظمات حقوقية أمريكية ودولية هجوماً حاداً على إدارة الرئيس الأمريكى جورج بوش لعدم وفائها بتعهداتها لعراق ما بعد صدام. ووصف نائب الرئيس العراقى طارق الهاشمى نتائج الاحتلال الأمريكى على مدار خمس سنوات ب"المؤسفة"، مؤكداً فى بيان له السبت أن ما تحقق من تقدم طفيف فى أوضاع العراق لا يسقط الكوارث المؤلمة التى حلت به. واعتبر أن جميع السلطات العراقية التى تعاقبت على حكم العراق منذ عام 2003، فشلت فى تقديم النموذج الذى وعدت به الشعب بعد سقوط صدام. فيما ركزت أوساط سياسية انتقاداتها فى اعتماد حكومة نورى المالكى على مبدأ التوافق فى إدارة البلاد. وقال على الأديب القيادى فى حزب الدعوة الإسلامية إن ذلك يجعل كل كتلة سياسية تتمسك بوزرائها الذين يمثلونها فى الحكومة، ويجعلها ترفض اتهام أحدهم بضعف الأداء فى وزارته. ولم يختلف رأى على الدباغ المتحدث الرسمى باسم الحكومة العراقية كثيراً، مؤكداً ضرورة الابتعاد عن "التوافقات" فى إدارة البلاد، معتبراً أن ذلك كان يصلح فى الفترات الانتقالية السابقة. وأمام فشل العراقيين فى تصريف شئونهم الداخلية، لم تستطع إدارة بوش الوفاء بتعهداتها التى قطعتها منذ خمس سنوات. ولا تزال وتيرة استقبال اللاجئين العراقيين فى الولاياتالمتحدة بطيئة جداً، ورغم أن واشنطن وعدت باستقبال 12 ألف لاجئ عراقى تستقبل منهم 500 كل عام، فإن أرقام وزارة الخارجية الأمريكية تشير إلى وجود 1876 لاجئ فقط منذ أكتوبر الماضى. وقالت منظمة "لجنة الإنقاذ الدولية" المدافعة عن حقوق اللاجئين فى تقرير لها بعنوان "اللاجئون العراقيون: رد الولاياتالمتحدة والعالم غير مناسب إطلاقا" إن عودة اللاجئين العراقيين لبلادهم لن يكون بالأمر السهل. مؤكدة أنه من واجب الولاياتالمتحدة الأخلاقى تأمين الملجأ لهم. وأضافت المنظمة فى تقريرها أن وعد الولاياتالمتحدة باستقبال 12 ألف لاجئ، ضئيل للغاية مقارنة مع عدد اللاجئين الذين أنقذتهم من فيتنام والبلقان. ودعت لرفع هذا العدد إلى "ثلاثين ألفاً كل عام". يذكر أن اللاجئين العراقيين فى سوريا والأردن تجاوزوا حاجز المليون لاجئ فى كل بلد على حده، فيما اقتربوا إلى 100 ألف فى مصر ذلك فضلاً عن دول الخليج.
