كما يقول الخال عبد الرحمن الأبنودى: فى الدنيا أوجاع وهموم أشكال وألوان.. الناس مابتعرفهاش.. أوعرهم لو حتعيش بعد عيالك ماتموت.. ساعتها بس .. حاتعرف إيه هوّه الموت..!! الأمهات فقط يرفضن التصديق دوما أن فرحتهن دوما ممتزجة بالألم، منذ ارتعاش الجسد بالمخاض إلى ارتباك العقل حينما يأتى الخبر والقلب فى غفلة.. ربما هذا هو السر الأعظم فى استمرار الحياة، فالأم التى هى يد الله الحانية، لتوزع السكينة على قلوب العباد، هى البركة حين يفقد كل مقدس قدسيته، وطاعتها تذكرة عبور المضمونة لجنة الخلد، فلا أحد يضمن التقلب فوق أجساد الحور دون أن ينحنى تذللا تحت قدميها. لا شىء يضاهى لحظة الفرح فى عين الأم حينما ترى مولودها بعد كل هذا الوجع، فهل عرفتم الآن كيف يكون الحزن حين ترى أكبادها نعوشا طائرة لا تدرى بأى ذنب قتلت؟ تنهزم الجيوش وتتعثر الأوطان وتسقط النظم، وتبقى الأمهات صامدات يربطن على قلوبهن بالصبر ويكتمن لهفتهن بالرضا، وبدلا من لمحة السعادة فى الأعين بساعة الزفاف يفرحن بشهادة أبنائهن والقلب ينزف دما.. يا ضنايا.. لا شىء يبكى حور الجنان أقسى من هذه الصرخة. من كان يصدق أن حلم العمر يرقد تحت الثرى، والعصا التى كانت ستسندها حينما تنهدم "الجتة" تكسرت تحت أقدام عميان يقودهم عميان؟.. دعك من أن الشامتين انطفت بصائرهم، واستحلوا الظلم بحجة أنهم مظلومين هى إذا قسمة جائرة.. فلا شىء ينافس اختراق دعوة المظلوم لحجب السماء سوى صرخة الأمهات المكلومات، لا شىء أكثر براءة من احتساب أمهات الشهداء.. لا شىء أصدق من هذه الدموع.. حسبى الله ونعم الوكيل لا شىء يعوض فقدان الأبناء صابرات ومحتسبات حرقة القلب لا يطفئها إلا الصبر.. والثأر سرقوا حلم العمر وتركو لها الأحزان ألم الوداع أقسى من يوصف من سيحمل عنى همومى دموع حارقة وقلوب صامدة أنت وحدك تعلم عظم مصيبتى يحتسبونه شهيدا لا يحتملن الفراق مسيرة تنتهى.. وأخرى تبدأ