- الأخ العقيد معمر القذافى . قائد الثورة الليبية ورئيس الدورة الماضية للاتحاد الأفريقى. - الأخ الرئيس بينجو وا موتاريكا . رئيس جمهورية مالاوى ورئيس الدورة الحالية للاتحاد الأفريقى. - الإخوة والأخوات رؤساء الدول والحكومات. - السيد / جان بينج رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى. "أود فى البداية أن أتوجه بمشاعر الاعتزاز والتقدير والإشادة لأخى العقيد معمر القذافى قائد الثورة الليبية.. فلقد أعطى الكثير وحقق الكثير خلال رئاسته الناجحة للاتحاد الأفريقى .. كما أتوجه بالتهنئة لأخى الرئيس موتاريكا على توليه رئاسة الإتحاد فى دورته الجديدة متمنيا له كل النجاح والتوفيق. أسجل بالتقدير أن اختيار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات موضوعا للدورة الحالية لمؤتمر الإتحاد الأفريقى إنما يعكس رؤية ثاقبة لأهمية هذه القضية كمدخل أساسى لإقامة "الاقتصاد القائم على المعرفة" وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية فى القارة الأفريقية. وغنى عن البيان أهمية قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى تقريب المسافات واختصار الأزمنة وتحقيق التقارب والاندماج قاريا وإقليميا، وهو ما يضع على كاهلنا جميعا مسئولية كبرى لتطوير هذا القطاع كأداة فعالة لتسريع الاندماج القارى وتجاوز فجوة المعرفة والتكنولوجيا التى تفصلنا عن دول العالم المتقدم فيما بات معروفا بظاهرة "الانقسام الرقمى". لقد حققنا فى أفريقيا تقدما طيبا فى ذلك المجال، فزاد عدد اشتراكات الهاتف المحمول من 140 مليونا الى 430 مليون مشترك خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، وبلغ عدد مستخدمى الإنترنت الأفارقة 67 مليونا يمثلون 6.7% من السكان وفقا لآخر إحصائيات عام 2009 . وبرغم ذلك. فمازلنا فى قارتنا الأفريقية دون المعدلات العالمية لخطوط الهاتف المحمول والثابت وانتشار شبكة الإنترنت التى يبلغ عدد مستخدميها على المستوى الدولى 1.67 مليار يمثلون 24.7% من سكان العالم. كما لا يزال إسهام قطاع تكنولوجيا المعلومات والإتصالات فى الناتج المحلى لدولنا دون طموحاتنا، هذا فضلا عن استمرار ارتفاع تكلفة الربط بين الدول الأفريقية نتيجة ضعف الاستثمار فى أفريقيا فى مشروعات البنية التحتية مثل الكوابل البحرية والشبكات الأرضية. - الإخوة والأخوات رؤساء الدول والحكومات.. لقد قامت أنشطة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى القارة الأفريقية على دعامتين هما "خطة العمل الإقليمية الأفريقية لاقتصاد المعرفة" و"خطة العمل الأفريقية للعلم والتكنولوجيا" ويتعين علينا جميعا العمل لتنفيذها بأعلى معدلات السرعة والكفاءة، وهو ما يقتضى توفير الموارد الوطنية اللازمة وإعطاء الأولوية لتطوير بنية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى ضوء العائد الكبير للاستثمار فى هذا القطاع الحيوى على فرص التنمية والتشغيل ببلادنا. إن مصر تؤكد أهمية مواصلة التحرك على مستوى القارة فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، من أجل وضع الأليات المؤسسية المناسبة لربط نقاط التبادل الوطنية والإقليمية للشبكة المعلوماتية الدولية داخل أفريقيا، بهدف تخفيض التعريفات وتوفير خدمة عالية الجودة. إن اهتمامنا فى مصر بقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات هو اهتمام حيوى ومتواصل تمثل فى إدراج هذا القطاع ضمن الإستراتيجية الوطنية للتنمية، وقيام مصر منذ عشرة أعوام بوضع "الخطة القومية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات" بهدف تعظيم دور هذا القطاع فى خدمة الأهداف التنموية، وهى خبرة نضعها تحت تصرف أشقائنا الأفارقة من منطلق إلتزامنا الثابت تجاه القارة. وتتجه مصر اليوم إلى التركيز على تعزيز البحث والتطوير فى تطبيقات تكنولوجيا المعلومات والإتصالات بمختلف قطاعات الإقتصاد القومى خاصة البحث العلمى، حيث تم إنشاء عدد من مراكز التميز المتخصصة فى البحث والتطوير لتوفير بيئة علمية تساعد على تطوير المجتمع بكافة قطاعات الإنتاج والخدمات. لقد أدركت مصر منذ سنوات عديدة أهمية التفاعل مع الدول الأفريقية الشقيقة من أجل دفع التعاون فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على المستوى الأفريقى، حيث أعدت خطة العمل التى تقدمت بها الدول الأفريقية للقمة العالمية لمجتمع المعلومات التى انعقدت فى تونس الشقيقة عام 2005، كما استضافت مصر فعاليات الدورتين العاديتين الأولى والثانية لمؤتمر وزراء تكنولوجيا المعلومات والإتصالات بالاتحاد الأفريقى، هذا فضلا عن استضافة مصر لفعاليات معرض ومؤتمر "آى تى يو تيليكوم أفريقيا" مرتين على التوالى عامى 2004 و2008. وفى ذات الإطار، فإننا فى مصر نواصل تنفيذ العديد من المبادرات والمشروعات المختلفة لتعزيز التكامل الإقليمى الأفريقى فى قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتسهم مصر فى نقل خبراتها للأشقاء الأفارقة فى عدد من المجالات كحماية التراث، وإنشاء القرى التكنولوجية والتى تشكل طفرة كبيرة فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. كما تقدمت مصر بمشروع برنامج التدريب الأفريقى لإعداد القادة من أجل التنمية فى إطار "خطة العمل الإقليمية الأفريقية لاقتصاد المعرفة" والذى تم اختياره كأحد مشروعات الخطة ذات الأولوية خلال قمة شرم الشيخ فى يوليو 2008. وفى هذا الإطار. فإن الحكومة المصرية تؤكد كامل استعدادها لنقل الخبرة التى اكتسبتها فى قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الى الأشقاء الأفارقة فى مجالات التوقيع الإلكترونى وتنمية القدرات البشرية، وتعلمون أننا نظمنا فى مصر بالفعل على مدار السنوات الماضية عددا من البرامج التدريبية شارك فيها العديد من المتدربين الأفارقة، ومازلنا ملتزمين بتقديم هذه البرامج التدريبية سنويا لأبناء القارة. وفى ذات السياق. فإننى أؤكد الحاجة الماسة الى تفعيل دور الشركاء الدوليين فى الارتقاء بمنظومة تكنولوجيا المعلومات والإتصالات فى أفريقيا، وأشير هنا الى التعهدات المعلنة من الجمعية الدولية لمشغلى المحمول والبنك الدولى ومفوضية الاتحاد الأوروبى، وهى تعهدات والتزامات يتعين علينا متابعة الوفاء بها والإضافة إليها. وفى سياق مماثل. فإن من أبرز المجالات التى يمكن لنا تطوير مستوى التنسيق الأفريقى إزاءها المعايير الدولية لتصنيف جاذبية قطاع الإتصالات، حيث ينحو العالم المتقدم إلى تطبيق معاييير إسترشادية لاتلائم واقعنا الأفريقى الحالى، بالإضافة إلى أهمية مواصلتنا السعى لتوفير معاملة تفضيلية لدولنا فى استيراد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. إننا نتطلع لأن تخرج قمتنا اليوم بنتائج محددة وعملية لإعطاء قطاع المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات دفعة قوية إلى الأمام ولتأكيد الإلتزام بإتخاذ خطوات ملموسة لتعزيز مجتمع المعلومات فى القارة الأفريقية. نتائج تدعم جهودنا لإرساء إطار قارى متماسك لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يشجع الدول الأعضاء على تطوير سياسات شاملة للتنمية السريعة للبنية التحتية لهذا القطاع الهام، ويتصدى لمشكلة التكلفة المرتفعة للاتصالات فى الوقت الراهن. نتائج تساند تحركنا لتضييق الفجوة الرقمية بين أفريقيا والعالم من ناحية، وبين الدول الأفريقية وبعضها بعضا من ناحية أخرى. وتولى الاهتمام الواجب لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كأداة لتسريع التنمية والتكامل فى القارة .أتمنى لكم جميعا مناقشات مفيدة وقمة ناجحة . وأثق كل الثقة فى قدرتنا على التحرك الفعال للتغلب على كافة التحديات التى نجابهها بالنجاح المأمول حول القضية الهامة موضوع هذه القمة، وغيرها من القضايا الأفريقية ذات الأولوية لدولنا وشعوبنا.