سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
48 عاما على رحيل أعجوبة الضحك الحزينة!..«شرفنطح» حكاية ممثل كوميدى تزوج 8 مرات ومات وحيداً..نجيب الريحانى يسخر من حجمه وملامحه فى البداية ثم يرجوه أن يلتحق بفرقته!
نقلا عن اليومى.. من منا لا يضحك حين يراه دائما يحرك حاجبيه صعودا وهبوطا كما يحلو له مع شاربه الرفيع وصوته الغليظ وقسمات وجهه الحادة التى يعلوها أنفه الكبير، أما جسده فنحيل جدًا، ما يعطينا مزيجا بشريًا يصعب تكراره.. تعال معنا نتعرف إلى حياة الفنان محمد كمال المصرى المشهور ب«شرفنطح». بداية ساخنة أجبره حبه للتمثيل الذى ولد معه فى 11 أغسطس 1886 فى حارة ألماظ فى شارع محمد على إلى عدم إكمال دراسته بعدما ألحقه والده- والذى عمل معلما بالأزهر- بمدرسة الحلمية الأميرية فبدأ رحلته مع المسرح وعمل فى عدة فرق مسرحية. وقدم حفلات مختلفة مع فرق الهواة وكان يقلد الشيخ سلامة حجازى فى الغناء والتمثيل حتى أطلق عليه اسم «الشيخ سلامة حجازى الصغير». وكبرت أحلام الفتى وفكر فى الانضمام إلى فرقة نجيب الريحانى، وإذا بالريحانى ينظر إلى شرفنطح نظرة فاحصة ثم قال: «إيه ده! يفتح الله يا عم! آسف يا سيدى معنديش شغل» وكانت صفعة لشرفنطح، فقرر الانتقام على طريقته الخاصة. فأنشأ مسرحا خاصا حقق من خلاله قدرا من الشهرة، واختار لنفسه اسم شرفنطح من خلال إحدى الشخصيات التى جسدها فى إحدى المسرحيات، وأعجب الريحانى به فدخلا مرحلة من التحالف حتى أصبح من العمد الرئيسية لفرقته، وكانت أول مسرحية لهما «حسن ومرقص وكوهين» واستمر فى فرقة الريحانى 27عاما. عالم السينما وأخذ شرفنطح يتألق أكثر وأكثر وانهالت عليه عروض السينما فبدأ رحلته بتقديم أول أفلامه سعاد الغجرية 1928م، وحتى آخرها «حسن ومرقص وكوهين» عام 1958، حيث قدم حوالى 44 فيلمًا، إذ وصلت ذروة إنتاجه فى عام 1948 إلى 11 فيلمًا، وقف فيها أمام أم كلثوم فى فيلمى سلامة وفاطمة، وصفق له فريد الأطرش وإسماعيل يَس وهو يغنى على العود مقلدا سلامة حجازى فى فيلم حبيب العمر. المأساة كان شرفنطح يعشق النساء لدرجة أنه تزوج ثمانية من الجنس اللطيف ولم يزرق من إحداهن بأى أولاد وعاش حياة بائسة حيث شكا مأساته- كما أوردت جريدة الأهرام وننشر مختصرا لها- يقول فى مجلة «الاثنين» عام 1958: لقد حاولت أن أقاوم هذا المرض لكنه كان أقوى منى فانتصر وأنا أغالب المرض ويغالبنى فإذا بالبيت الذى أسكنه منذ سنين يخر سقفه فوقى فحملت ما استطعت حمله ونزلت إلى الشارع بالبيجامة وأغلق البيت بالشمع الأحمر وانطلقت إلى بيت أصهارى، حتى الهيئات التى ترعى الفنون لم تسأل عنى فهذا هو مصيرى كما ترونه بأعينكم وحيدا متعطلا مريضا بالربو مثقلا بالشيخوخة» ورحل عن دنيانا بعدها فى 25 أكتوبر 1966. ولم يعلم أحد بوفاته إلا حينما أتى موظف النقابة لتسليمه المعاش، وحين طرق بابه ولم يفتح خرج الجيران ليقولوا له «البقية فى حياتك».. عم شرفنطح مات!