نعى الاتحاد النسائى العربى العام ومقره القاهرة اليوم الاثنين بمزيد من الحزن والأسى المناضلة الكبيرة فتحية العسال، أحد مؤسسى الاتحاد، التى انتقلت لجوار ربها أمس الأحد بعد صراع طويل مع المرض. وقالت الدكتورة هدى بدران، الأمين العام للاتحاد إن الراحلة لعبت دورا مهما فى تأسيس الاتحاد كأمينة عامة لاتحاد النساء التقدمى بحزب التجمع، وعضو نشط فى عدد من المؤسسات والجمعيات التى تهتم بالدفاع عن المرأة، وحقوق الإنسان. وعبرت عن مواساتها ومواساة اتحاد نساء مصر ورابطة المرأة العربية لكل الاتحادات والجمعيات النسائية العربية لفقد قيمة إنسانية كبيرة لعبت دورا مهما خلال مسيرة حياتها وتوجتها بخروجها مع جموع النساء خلال ثورة 30 يونيو فى تظاهرات تندد بالظلم من جماعة الإخوان، وتطالب برحيلهم من الحكم. وأشارت هدى بدران إلى أن العسال كانت من أولى المشاركين فى اعتصام وزارة الثقافة الذى بدأ مع مطلع شهر يونيو الماضى ودق أول مسمار فى نعش حكم الإخوان، مشيرة إلى أن السبب الرئيسى للاعتصام كان الاحتجاج على قرارات وزير الثقافة الإخوانى، والتى كان على رأسها إقالة إيناس عبد الدايم، رئيس دار الأوبرا المصرية تعسفا. وأضافت أن فتحية العسال كانت من أبرز النصيرات لقضايا المرأة، وكانت عضوا فعالا فى مقاومة حكم الإخوان ومشاركة دائمة فى جميع التظاهرات، خاصة التى عبرت عن المرأة ورفع فيها صور لأهم الشخصيات التى أثرت فى تاريخ مصر الثقافى والفنى. والجدير بالذكر أن الراحلة تميزت بذكاء خاص ليس فقط فى كتابتها بل فى نظرتها للمجتمع ووضع المرأة حولها، فعندما قررت أن تفتتح فصولا لمحو الأمية فى حى السيدة زينب لاحظت اهتمام السيدات بالاستماع إلى إذاعة المسلسل الاجتماعى اليومى فى إذاعة القاهرة، وتولدت لديها فكرة كتابة مسلسلات إذاعية تخاطب من خلالها النساء. وبدأت الراحلة مشوارها الأدبى عام 1957، واهتمت بالقضايا الاجتماعية وقضايا المرأة بشكل خاص، وتم اعتقالها ثلاث مرات بسبب كتاباتها عن قضايا المرأة، كما كانت عضوة بمجلس إدارة اتحاد الكتاب ورئيس جمعية الكاتبات المصريات، وأمين عام اتحاد النساء التقدمى.