مرة أخرى أكرر السؤال الذى طرحناه فى العدد الأسبوعى لليوم السابع متى تقوم قيامة الجبلاية؟.. متى تنتهى هذه المرحلة العبثية فى اتحاد الكرة إلى غير رجعة، أو متى ينفضح هؤلاء البشر الذين اختل ميزان حساب الأخلاقيات لديهم فحولوا أهم مؤسسة رياضية فى مصر إلى مركز إشعاع للفوضى تضربنا فى كل اتجاه ولا نستطيع أن نرد نيرانها ولا نعرف بمن تستقوى وتحتمى وتتحصن وتمارس الفوضى بلا حدود ولا سقف ولا حياء. أخيرا.. كشف لنا محمد حسام رئيس لجنة الحكام عن باب مغارة الأسرار ونريد أن ندخل ونعرف ماذا يفعل هؤلاء الذين جاءت بهم أندية على شاكلتهم فى تحالف شرير لم تشهد له الكرة المصرية مثيلا فى تاريخها.. لقد أشار إلينا محمد حسام لدور حازم الهوارى عضو مجلس الإدارة فى أزمة مباراة الزمالك وحرس الحدود، وكيف كان مهتما بالبحث عن تبرئة اللاعب أحمد عيد عبد الملك لدرجة اتصاله بفاروق بوظو ليسأله عن صحة الكارت الأحمر.. لم يكن واثقا من شيوخ حكام مصر فلجأ إلى شيخ سورى.. ومجرد تدخل حازم فى عمل لجنة مستقلة هى الأخطر فى الاتحاد علاوة على ما يحيطه دائما من أحاديث لا تنقطع عن غرام شديد يجمعه بدور الحكام فى رسم خرائط الدرجة الثانية، وهذا يعتبر مخالفة وتجاوزا وإفساداً يستحق الإقالة.. ويمنحنا اليقين بأنه ضالع فيما حدث من أزمة، وأنه بالفعل كان يحمل بداخله غرضا أقله وأبسطه المجاملة، ولا نريد أن نشغل نفسنا بأكبره وأضخمه عندما أثر على قرار لجنة المسابقات.. وعند الحساب لم يقترب منه أحد وذهبت الاتهامات والاستقالات إلى غيره، ومنهم نايف عزت الذى نقر بأنه رجل نزيه ومحترم، لكن ما فائدة النزاهة والاحترام إذا لم نستخدمهما.. ما فائدة أن يكون نايف عزت محترما ونزيها، ويقبل أن تصدر لجنته قرارات باتصالات هاتفية من سمير زاهر رئيس الاتحاد. والذين استقالوا أو سيستقيلون، ثم لا يقولون لماذا استقالوا يشاركون الآخرين الجريمة والذنب والإثم، ويثيرون الشك فى أن يكونوا شركاء فى الفوضى والإفساد.. وأتمنى أن يتحلى نايف عزت ومحمد حسام بالشجاعة ويتحدثان معنا باستفاضة عن الفوضى والحال المايل.. وإذا أراد محمد حسام فى يوم ما أن يعدل عن استقالته فلن نقبله، إلا إذا كانت عودته مقرونة بكشف كل أسباب استقالته. أما المستقيلون الآخرون من الشركاء الأصليين فى مطبخ الفوضى حول مائدة مجلس الإدارة.. فهم مطمئنون إلى أن لديهم حرية العدول عن الاستقالة فى أى وقت لأن شركاءهم لن يترددوا فى عودتهم حتى لا تخرج الفضائح من البيت نفسه.. ولذلك كنا على يقين أن مجدى عبد الغنى سيعود.. وكان الأمل ألا يعود هانى أبوريدة، وهو الذى لم تجرحه الفوضى من حوله لكنه فى النهاية شاهد عيان وساكت عن قول كلمة الحق ونضطر لضمه لشراكة الفوضى. وإذا كان صحيحاً أن أهل الجبلاية حصلوا على حصانة من مسئولين كبار أو حماية من حسن شحاتة أقرب شخصية كروية إلى الكبار أصحاب النفوذ.. فإننا لا نملك إلا استغاثة نوجهها إلى هؤلاء الكبار بأن يتحركوا إذا كانوا يعرفون حجم ونوعية الفوضى والعبث، أو يحاولوا أن يعرفوا به إذا كانوا لا يعرفون.