حذر تقرير دولى حديث من مخاطر الأسلحة الإسرائيلية المستخدمة خلال الحرب الأخيرة على غزة والتى خلفت تلوثا عاليا بالمعادن السامة فى تربة القطاع، يمكن أن تكون له آثار طويلة الأمد على صحة الفلسطينيين، لا سيما الأطفال. ونقلت وكالة (سما) الفلسطينية اليوم، السبت، عن تقرير أصدرته "مجموعة الباحثين حول الأسلحة الجديدة"- وهى مجموعة مستقلة من العلماء والأطباء مركزها إيطاليا تهتم بدراسة تأثيرات الأسلحة غير التقليدية على سكان المناطق المتأثرة بالنزاعات المسلحة- "إن نتائج تحليل عدد من الحفر التى خلفتها القذائف الإسرائيلية على غزة وجدت بها تركيزات عالية بالمعادن الثقيلة مثل: التانجستين والزئبق والكادميوم والكوبالت والموليبدينوم". وأضاف: أن هذه المعادن تسبب أوراما، ومشكلات فى الخصوبة لدى البالغين، كما يمكن أن تؤدى إلى تأثيرات خطيرة على حديثى الولادة، مثل التشوهات والأمراض الوراثية. وقالت الدكتور بتولا ماندوكا المتخصصة فى علم الوراثة فى جامعة (جنوه)، والباحثة ضمن الفريق، إن "أهمية التقرير تكمن فى أنهم تمكنوا من مقارنة وضع التربة فى غزة بعد القصف الإسرائيلى مع دراسة أخرى قام بها باحثون ألمان حول وضع التربة قبل الحرب (170 موقعا فى العام 2005)، الأمر الذى وفر لهم مرجعية، ومكنهم من ملاحظة الارتفاع الكبير فى تركيز عدد من المعادن الثقيلة، التى لم تكن موجودة فى الماضى، ما يعنى أن مصدرها هو القذائف الإسرائيلية". وذكرت مجلة (ديفنس نيوز) الأمريكية أن 3500 قذيفة فوسفورية ألقيت على غزة خلال الحرب وأبدت ماندوكا قلقا بالغا من حجم التلوث الذى يمكن أن تكون هذه القذائف قد أحدثته فى القطاع، ومن تأثيراتها المتوسطة والطويلة الأمد على صحة السكان، لاسيما وأنها كانت تنفجر فى الجو قبل الوصول إلى الأرض، مما يعنى انتشارا على نطاق واسع للمعادن التى كانت تحتويها.