يعانى بعض الأشخاص من زيادة كمية الدهون فى الكبد، وهو ما يعرف بمرض الكبد الدهنى (Fatty liver)، عندما يشكل الدهن أكثر من 5%- 10% من وزن الكبد، وهى حالة مرضية قد تسبب للكبد ضررا غير قابل للإصلاح، مما يعوقه عن آداء وظائفه كما ينبغى، كما أن هذا المرض قد يؤدى إلى مضاعفات خطيرة، من ضمنها تليف الكبد (Liver cirrhosis) وسرطان الكبد. ومرض الكبد الدهنى إما أن يكون ناجما عن شرب الكحول أو قد يحدث المرض فى بعض الأحيان فى الأشخاص الذين لا يستهلكون المشروبات الكحولية إطلاقا، وفى هذه الحالة يرمز للمرض باسم (Non-alcoholic fatty liver disease) أو اختصارا باسم (NAFLD). وتسلط الدكتورة آمال أحمد، استشارى الكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزئية بالمعهد القومى للأمراض المتوطنة والكبد، الضوء على دراسة حديثة أجراها فريق من الباحثين الهولنديين، حيث تم اكتشاف وجود علاقة ما بين تناول الوجبات الخفيفة بين الوجبات الرئيسية (snacks) التى تحتوى على نسب عالية من الدهون أو السكريات وبين زيادة معدلات الإصابة بالكبد الدهنى والسمنة فى منطقة البطن (abdominal obesity). وأشارت د.آمال إلى أنه حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية "WHO" لسنة 2008، فإن أكثر من 200 مليون من الرجال وحوالى 300 مليون من النساء يعانون من الإصابة بالسمنة، وتربط الدراسات بين السمنة وبين تراكم الدهون فى منطقتى البطن والكبد، مما يجعل مرض الكبد الدهنى غير الناجم عن استهلاك الكحول (NAFLD) أحد أكثر أمراض الكبد انتشاراً. وتابعت استشارى الكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزئية، أن الدراسة الحديثة التى تم إجراؤها على 36 شخصا لمدة ستة أسابيع، أثبتت أن تناول أكلات أو مشروبات تحتوى على كميات دهون أو سكريات عالية بين الوجبات الرئيسية، قد أدى إلى زيادة مؤشر كتلة الجسم، المعروف باسم Body Mass Index، ويرمز له ب "BMI"، كما أدى إلى زيادة كمية الدهون الثلاثية بالكبد، وهو ما يعرف باسم "Intrahepatic triglyceride content"، كما أدى إلى انخفاض فى حساسية أنسولين الكبد (liver insulinsensitivity). واختتمت د. آمال قائلة إنها تتمنى فى ضوء هذه النتائج، أن نبدأ فى تعديل عاداتنا وأنماطنا الغذائية بالتقليل من تناول الأطعمة عالية السكريات بين الوجبات الرئيسية، وتشجيع الالتزام بثلاث وجبات متوازنة كل يوم، حيث قد يساعد ذلك على المدى البعيد فى الحد من انتشار الكبد الدهنى غير الناجم عن استهلاك الكحول. وجاءت هذه النتائج فى دراسة حديثة نشرت بالدورية الطبية "Hepatology" فى وقت سابق من شهر مايو الجارى.
