سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أبوعمر المصرى: لدى مستندات جديدة على تعذيبى بالقاهرة سوف أستخدمها فى قضية التعويض تقابلت مع شقيق أيمن الظواهرى ورفاعى طه مسئول تنفيذ مذبحة الأقصر وكبار قيادات الجهاد بالسجون المصرية
الأمن استعان بقيادات الجماعة الإسلامية لإقناعى بالتنازل وإجبار زوجتى على عدم الإدلاء بشهادتها فى ميلانو فجر أسامة نصر المعروف إعلامياً ب«أبوعمر المصرى» إمام جامع ميلانو السابق والذى حكمت له المحكمة الإيطالية مؤخراً بالتعويض فى قضية تعذيب أجهزة الأمن الإيطالية والأمريكية له بالوكالة، مفاجآت جديدة تتعلق بامتلاكه مستندات جديدة حول واقعة تعذيبه، موضحاً أن منتصر الزيات المحامى سيستند إليها فى تحريك دعوى قضائية للمطالبة بتعويض من الحكومة المصرية التى صعقته أجهزة أمنها بالكهرباء طيلة 14 شهرا متواصلة، وعلى يد رجل يدعى «الرجل الأحمر» أو «الإمبراطور» يتولى منصباً حساساً بأمن الدولة بالإسكندرية. وأضاف أبوعمر المصرى فى ندوة «اليوم السابع»، أن أجهزة الأمن المصرية استعانت بأحد أكبر قيادات الجماعة الإسلامية للضغط عليه لمنع زوجته من إثارة القضية خارجياً، كاشفاً أن الظروف الحالية تجبر أعضاء الجماعات على التعاون مع الأمن فى بعض الأوقات بسبب المصالح المشتركة وخطوط الاتصال العديدة بينهم. هل كنت تتوقع صدور قرار تعويض لك من الدولة التى قامت أجهزتها الأمنية بتعذيبك؟ الحكم الذى صدر من محكمة ميلانو كان صدمة لكثيرين ولم يتوقع أحد صدوره بهذه الحدة، وذلك لأن كل المؤسسات والقيادات الأمنية فى مصر وإيطاليا والولايات المتحدة توقعوا تسوية القضية سياسيا، فضلاً عن أن ذلك الحكم سيفتح بابا لعشرات القضايا المتشابهة، لأنه أدان 26 من كبار عملاء الاستخبارات الأمريكية والإيطالية، فالقضية ضربة قوية للأمريكان. ما هو السبب الحقيقى وراء اختطافك؟ حتى الآن لا أعرف السبب الحقيقى على الرغم أننى ظللت ما يقرب من 10 شهور بمقر جهاز أمن الدولة وسنتين فى استئناف طره، مع التعرض اليومى للتعذيب طيلة تلك الفترة والمثول للاستجواب مرتين فى اليوم بمقدار 7 ساعات يومية عن كل شىء فى حياتى فى الإسكندريةوميلانو، ولكننى وصلتنى معلومات أن عملية اختطافى كانت خطأ مثلما تم مع خالد المصرى فى ألمانيا ومعلومات أخرى عن وجود علاقة بينى وبين المجاهدين فى العراق وإمدادهم بالمال. ومنذ متى وأنت مطلوب أمنياً؟ أنا لم أكن مطلوبا أمنيا بمعنى أننى غير مرغوب فى وجودى بإيطاليا وذلك لأنه لم تقم السلطات الإيطالية بإفادتى بمعلومات عن ضرورة الرحيل من البلاد أو حتى إنهاء لجوئى السياسى إلى إيطاليا، ولكن كانت تتم مراقبتى وخاصة بعد أحداث 11 سبتمبر، حيث قامت السلطات الأمنية بتركيب أجهزة تنصت بغرفتى فى المسجد وبمنزلى وحتى بالسيارة التى أستقلها، وفى إحدى المرات طلب منى القنصل المصرى فى ميلانو الرحيل من تلك المدينة وعدم دخولها. وما هو مدى تنصتهم عليك؟ فى إحدى الجلسات التى حضرها رئيس الاستخبارات الإيطالية، قال اسألوا أبوعمر عن مشمش، وكلمة مشمش كانت متعلقة بواقعة لابن زوجتى ولم يعلمها غيرى وزوجتى وابن زوجتى، ومفادها أنه تشاجر مع أحد زملائه فى المدرسة وطلبت منه أن يعتذر له وألا يكرر ذلك مرة أخرى. ما هو وجه التشابه بين الإسلاميين فى ميلانو وأقرانهم فى القاهرة؟ ما يحدث فى أوروبا عبارة عن صورة مصغرة مما يحدث فى مصر حتى أن هناك جماعات إسلامية متفرقة بين جهاد وسلف وإخوان وشيعة وآخرين متشددين، إضافة إلى الخلايا النائمة مثل التى تنشأ فى مصر تماما، حتى أن جميع الكتب المنتشرة فى مصر تنتشر فى أوروبا سواء كتب عن الجهاد أو تنظيم القاعدة وبن لادن وكتب الدعاة المختلفين، وبقدر وجود الجماعات الإسلامية بالقاهرة مثلما رصدها أحد الباحثين الأمريكين 300 جماعة توجد جماعات عديدة أيضاً بالدول الأوروبية. كيف انقلبت أوضاعكم كإسلاميين فى أوروبا بعد 11 سبتمبر؟ الإسلاميون تعرضوا لضغوط قوية من السلطات الأمنية فى الدول الأوروبية بعد أحداث 11 سبتمبر فضلاً عن زيادة الإعاقات فى العمل وفى التنقلات والمعيشة وجميع أمور الحياة وتضييق الدائرة عليهم مع وضعهم تحت المراقبة. لماذا لم يتم نقلك إلى معتقل جوانتانامو بعد عملية اختطافك التى قام بها عملاء على أعلى مستوى فى الاستخبارات الأمريكية ورحلوك إلى القاهرة فى عملية سميت بالسجون الطائرة؟ لأنه لو كانت لديهم الثقة بأننى لدى أى معلومات هامة بشأن أى تنظيمات سياسية أو جماعات إسلامية لكان رحلونى إلى جوانتانامو مباشرة. وماذا جرى معك عقب الاختطاف؟ وصلت إلى القاهرة بعد محطات مختلفة لم أعرفها لأننى كنت معصوب العينين والغريب أننى وصلت القاهرة ولم يقم أى شخص ممن اختطفونى باستجوابى أو توجيه أى سؤال إلى نهائياً. من هى أهم الشخصيات التى شاهدتها فى مقرات أجهزة الأمن المصرية؟ لقد شاهدت محمد الظواهرى شقيق الدكتور أيمن الظواهرى الرجل الثانى فى تنظيم القاعدة، وشاهدت رفاعى طه المسئول عن تنفيذ مذبحة الأقصر، وأحمد عجيزة أحد قيادات تنظيم الجهاد، وشيخا آخر يدعى أبوفرج من اليمن. وكيف تم الإفراج عنك؟ تم الإفراج عنى بعد اتفاق بأن أقول إننى لم اختطف وجئت إلى مصر بحريتى وأنهم ساعدونى فى الهروب من إيطاليا وبالفعل قمت بذلك واعترفت، بل كنت على استعداد للاعتراف بأى شىء آخر لأننى كنت أعلم أن اعترافاتى كلها ليس لها أى أهمية لأننى فاقد الأهلية، إضافة إلى أنهم طلبوا منى الالتزام ب7 لاءات ومنها: لا للخطب، ولا للاتصال بوسائل الإعلام، ولا للخروج من الإسكندرية، ووافقت على ذلك، لكن بمجرد خروجى اتصلت بزوجتى فى إيطاليا وأخبرتها بكل شىء وتولت هى نقل كل تلك الأخبار إلى الصحف الأجنبية، وهو ما أدى إلى احتجازى مرة أخرى بمقر أمن الدولة. احك لنا عن قصة تعذيبك بمصر؟ تعذبت على يد رجل يدعى «الرجل الأحمر» أو «الإمبراطور» وهو الآن يمسك منصباً حساساً بأمن الدولة بالإسكندرية، وعندما سألته عن تعذيبه الشديد لى قال : «تقاليد عائلتنا». وماذا بعد حكم القضاء الإيطالى؟ الحكم كان حكما جنائيا على قيادات الاستخبارات الأمريكية والإيطالية فى واقعة الخطف والدور الذى سأقوم به فى الفترة القادمة هو الشق المدنى، وهو تحريك دعوى تعويض مدنى على الاستخبارات الأمريكية أمام المحاكم الإيطالية. وهل ستحرك أى قضايا أخرى على أجهزة الأمن المصرية؟ نعم سيتولى المحامى منتصر الزيات تحريك دعوى قضائية للمطالبة بتعويض مادى عن الاعتداءات والتعذيب التى تعرض له من قبل الأمن المصرى على مدار شهور طويلة. وهل مازلت تعانى من آثار ذلك التعذيب حتى الآن؟ نعم فحتى الآن مازلت أمثل للعلاج النفسى وأتردد على طبيب نفسى بصفة مستمرة كى أتخطى تلك المرحلة الصعبة من حياتى بداية بالخطف المفاجئ دون أى مبررات ونهاية بالوصول إلى مصر والتعرض للتعذيب لفترات طويلة. هل تلقيت أى عروض للتنازل عن القضية؟ تلقيت العديد من العروض وكانت أغلبها عن طريق رجال أمن فى هيئة صحفيين ويعرضون على تلك المفاوضات وكان لى أربعة شروط للتنازل وهى التعويض المدنى 5 مليارات دولار والعودة إلى إيطاليا وتوفير حياة كريمة، وأن يكون الاتفاق علنياً. وماذا فعلوا؟ قبلوا تلك الشروط لكنهم طالبوا بألا يكون الاتفاق علنياً، وهو الأمر الذى رفضته تماما وانتهى التفاوض إلى ذلك، ولكن فى كل الأحوال الاتفاق لم يكتب له النجاح لأن الموضوع لا يتعلق بشخص أبوعمر المصرى بقدر ما يتعلق بتصفية حسابات بين الاستخبارات الأمريكية والإيطالية بعد مقتل أحد عملاء الاستخبارات الإيطالية فى العراق. هل لديك نية صادقه أنهم عندما ينفذون هذه الطلبات ستقوم بالتسوية؟ نعم بوجود منتظر الزيات والإعلام والمحامى الإيطالى وذلك لأن هناك سابقة مشابهة حصل وغدروا فيها وكان ذلك مع خالد المصرى الذى تم خطفه فى ألمانيا وأيضاً أفرج عنه وبعد ذلك قالوا الأمريكيون أعطوه 75 ألف دولار وهو ينكر ذلك. ألم يتكرر التفاوض معك مرة ثانية؟ نعم تكرر أثناء المحاكمة وتحديدا قبل سفر زوجتى إلى إيطاليا للإدلاء بأقوالها، وكنت وقتها فى سجن استقبال طره، وقد استعانت أجهزة الأمن المصرية بأحد أكبر قيادات الجماعة الإسلامية بحيث يقوم بزيارتى ويطلب منى ألا أرسل زوجتى إلى الخارج وضغط علىّ كثيراً لكننى رفضت ذلك. وهل معنى ذلك أن أعضاء الجماعات الإسلامية يتعاونون مع الأمن فى بعض الأوقات؟ الظروف الحالية تضغط على أعضاء الجماعات أن يتعاونوا مع الأمن فى بعض الأوقات لأن هناك مصالح مشتركة وهناك العديد من خطوط الاتصال بينهم، خاصة أن معظمهم قضوا سنوات طويلة فى المعتقلات. ما الذى فجر قضية التعذيب؟ عندما توفيت والدتى ولم تسمح لى الأجهزة الأمنية بالخروج لتشييع جنازتها، قمت بتسريب 11 ورقة إلى الصحف العالمية تحتوى على القصة الكاملة من المراقبة والاختطاف وحتى الوصول إلى القاهرة والتعذيب والمفاوضات واللقاءات وكل ما يدور بالسجن. هل هناك حالات أخرى تعرضت للاختطاف مثل حالتك؟ نعم هناك حالة أحمد عجيزة وهو أحد قيادات الجهاد والذى قيل إنه تم اختطافه ونقله إلى القاهرة، وهناك أحاديث أخرى بنقله إلى قاعدة عسكرية أخرى للولايات المتحدة بالسويد. ما هو رأيك فى تنظيم القاعدة؟ عبارة عن مجموعة أفراد من الجماعات الإسلامية المتفرقة غير المتوافقين وغير المتجانسين ولكن يجمعهم العمل المسلح. هل تنتمى لأى جماعات إسلامية بعينها؟ لا، لم أنضم لأى جماعة إسلامية حتى أنه كثيرًا ما وقعت مشادات بينى وبين أعضاء الجماعة الإسلامية فى السجن. من هم أبرز الشخصيات الذين التقيت بهم فى السجن؟ الشيخ ناجح إبراهيم والشيخ الليبى الذى قال تحت التعذيب إن صدام يتصل ب«بن لادن» وهناك تعاون نووى بينهما. أبرز الشخصيات التى زارتك فى السجن؟ كثيرة ولكن أهمها هى رئيسة منظمة العفو الدوليه «آيرن خان» والتى طلبت من وزير الداخلية الإفراج عنى، فضلا عن أنها قالت لها «عايزة أشوف أبوعمر ده». ماذا عن دور الفضائيات المصرية فى تناول قضيتك؟ كل الفضائيات والبرامج اليومية اتصلوا بى يوم الحكم للدخول فى مداخلات هاتفية يوم النطق بالحكم، وبعد الاتفاق على الميعاد كل القنوات ألغت تلك المداخلات بحجة أن الفقرة تغيرت. وهل تملك أدلة جديدة على تعذيبك داخل السجون المصرية؟ نعم أمتلك مستندات جديدة وسأفجر مفاجآت حول واقعة تعذيبى خلال الأيام القادمة وسيقوم منتصر الزيات المحامى بالاستناد إليها فى تحريك دعوى قضائية للمطالبة بتعويض من الحكومة المصرية، فأنا صعقت بالكهرباء طيلة 14 شهرا متواصلة. وهل تعتقد أن التعويض المصرى سيكون كبيرا؟ لا.. لكن التعويض فى حد ذاته هو راحة نفسية لى عما جرى من انتهاكات، فأنا أعلم جيداً أن التعويض للمعتقل يبلغ 4000 جنيه. هل لك علاقة بأى من الجماعات الإسلامية الآن؟ لا، ليس لى أى انتماء لأى جماعات إسلامية، ولكن لى ترابط بهم وأتحدث معهم كإخوة، وكذلك لى أصدقاء من الإخوان المسلمين والسلفيين، وفى بعض الأوقات أذهب إلى مسجد الفتح التابع للإخوان المسلمين. خلف من تصلى خطبة الجمعة؟ أصلى خلف إمام يتبع الإخوان المسلمين فى مسجد بالإسكندرية.