شدد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية على ضرورة استمرار مسيرة التعاون والحوار المتوسطى وتوسيعها لتشمل السلطة الفلسطينية كشريك متوسطى كامل لا يمكن تحقيق السلام بالمنطقة بدونه، وقال "إن أمن أوروبا لا ينفصل عن أمن المتوسط". وأضاف أبو الغيط فى كلمته أمام المؤتمر المتوسطى لمنظمة الأمن والتعاون فى أوروبا والتى ألقاها نيابة عنه السفير حمدى لوزا مساعد وزير الخارجية للشئون الأوروبية، إن المنظمة التى نشأت أوائل السبعينات عليها دور فى إقرار مفاهيم الأمن الشامل وغير الجزئى، كما أن لها أدوارا أخرى ذات أهمية تتمثل فى تناولها الأبعاد السياسية والعسكرية والاقتصادية والإنسانية، وترويجها لحرية الإعلام المسئول والتسامح وعدم التمييز، خاصة مع المهاجرين مع اعتبار ذلك من التحديات الأمنية التى تواجه أوروبا وتهم منطقة المتوسط، مشيراً إلى أن مصر ترحب بعقد مؤتمر شامل للمنظمة فى ظل الرئاسة الكازاخية عن مفهوم التسامح وعدم التمييز، كما ترحب مصر بمبادرة المشاركة المتوسطية ودعم الممثلين الشخصيين للمنظمة لمكافحة التمييز ضد المسلمين والمسيحيين واليهود . وعبر وزير الخارجية عن ترحيب مصر بقرار المجلس الوزارى للمنظمة بدعوة الدول الشركاء للمشاركة فى الاجتماعات التى ستتناول عملية إعادة هيكلة المنظمة وهى ما تسمى بعملية "كورف" تمهيدا لإعداد خطة عمل فى هذا الشأن. من جانبه قال السفير هشام ماهر نائب مساعد وزير الخارجية للشئون الأوربية أن المؤتمر يهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار فى المنطقة، وطرح أوجه جديدة للتعاون الأوربى المتوسطى، لافتاً إلى أن المؤتمر سيبحث ثلاثة محاور أساسية تتعلق بالجوانب السياسية والأمنية وتأثير الأزمة الاقتصادية العالمية على الهجرة، والذى يوليه المؤتمر اهتماما بالغا على أساس أنه من الممكن أن تكون هناك إيجابيات للأزمة المالية فيما يخص موضوع الهجرة غير الشرعية، فضلا عن المحور الأخير وهو تقييم الوضع الحالى للمنظمة ووضع تصور مستقبلى للفترة القادمة. وأضاف ماهر أن التعاون بين الدول المتوسطية والأوروبية يتم من خلال تبادل الخبرات والتجارب بين الجانبين على أفضل الممارسات التى أنجزت فى مختلف الجوانب السياسية والإنسانية وأيضا الأمنية، وغير ذلك من المجالات، لافتاً إلى أن المؤتمر سينتهى إلى استخلاصات لجميع المناقشات التى تمت دون إصدار أية قرارات ملزمة.
