أكد المهندس علاء فهمى رئيس الهيئة القومية للبريد، أن رفض الهيئة للخصخصة يرجع لأسباب تاريخية وموضوعية. وأضاف فهمى لليوم السابع أن السبب التاريخى أن البريد يمثل لدى الثقافة الشعبية "طابع البوسطة" وهو الذى يعطى هوية للبلد، لذلك لابد أن يكون ملك للدولة للحفاظ على هويتها، مشيرا إلى أن السبب الموضوعى الآخر يرجع إلى عام 2004 عندما أقر المؤتمر الدولى للبريد العالمى فى بوخاريست 3 إستراتيجيات لتطوير البريد، وكانت كالآتى: التوسع بعمق فى الخدمات البريدية وميكنتها، أو إقرار مبدأ الخصخصة، أو تبقى على هذا الوضع مع التوسع فى الخدمات. وأوضح فهمى أنه وقع اختيارنا على الإستراتيجية الثالثة، والتى تتمثل فى أن تكون الملكية الكاملة للدولة مع توسيع سلة الخدمات، على أن لا تقتصر على البريد فقط، ولكن التوسع فى البريد الإليكترونى ومتابعة الرسائل والطرود، بالإضافة إلى التوسع فى الخدمات المالية والخدمات الحكومية والمجتمعية وخدمات الحكومة الإليكترونية. وقال فهمى إنه مع مرور الوقت وتنفيذ تلك الإستراتيجية وجدنا أنها الأفضل بسبب فشل الإستراتيجية الأولى والثانية فى الدول التى طبقت فيها، حيث قامت الولاياتالمتحدة وكندا بتنفيذ الإستراتيجية الأولى وكان تأثيرها سيئا للغاية وتم الاستغناء عن 55 ألف موظف فى هيئة البريد الأمريكية أما الدول التى قامت بخصخصة هيئة البريد فى أوروبا أوقفت هذه العمليات وقامت بشراء ما قامت بخصخصته بسبب ضياع هوية هذه الدول بعد عمليات الخصخصة. وحول كيفية تمويل المشروعات فى ظل عدم وجود خصخصة قال فهمى لليوم السابع، إن تمويل المشروعات يتم من خلال تمويل القوى البشرية، وذلك بتحسين أجورها وظروفها والعمل بخطة تدريبية طموحه لها بالإضافة إلى تعلية مستواها المهنى والفنى، وأكد فهمى أن تمويل البنية الأساسية فى الهيئة خطوة هامة لتطويرها وتحديثها، بالإضافة إلى تمويل الخدمات التكنولوجية لتكون على أعلى مستوى مثل الشبكة الموحدة للبريد، ولكى تأتى بالمال لهذه المشروعات كان لابد أن ندخل فى نشاطات استثمارية، وهذه النشاطات تكون عوائدها ليست اليوم أو غدا ولكن بعد أربع سنوات قادمة مثل استثماراتنا مع شركة "اتصالات" مصر واستثماراتنا مع شركة ساب العالمية. من جانبه نفى المهندس أحمد قدرى نائب رئيس هيئة البريد أى نية لخصخصة الهيئة، لافتا إلى أن تجارب الخصخصة فى الهيئات العالمية أثبتت فشلها واضطروا إلى شراء الأصول مرة أخرى، وأضاف أن ما سعى إليه منذ بداية هيكلة الهيئة قبل عامين هو أن يقل الزحام فى مكاتب البريد، وأن تكون معاملة العملاء مثل البنوك بأن يظهر الموظفون بمظهر لائق. وقال قدرى إن الهيئة لم تنشئ شركة جديدة للاستثمار فى البريد، حيث إن هذه الشركة أنشئت منذ ثلاث سنوات بسبب شراكتها مع اتصالات مصر، نافيا فى الوقت نفسه طرح أسهم أو سندات للهيئة لأنها غير واردة على الإطلاق وأن كل ما نشر حول خصخصة الهيئة غير صحيح. كانت أنباء قد ترددت عن أن الحكومة أخذت قراراً بخصخصة هيئة البريد تدريجياً من خلال تحويل استثماراتها إلى شركة تم إنشاؤها تسمى "البريد للاستثمار"، وأنه سيتم الإبقاء على مسمى هيئة البريد كما هو، على أن تكون شركة البريد للاستثمار هى المتحكم الرئيسى فى كل ما يتعلق بأموال هيئة البريد.