أثارت قضية التحقيق مع خمسة طلاب أمريكيين مسلمين بينهم طالب من أصل مصرى لصلتهم بجماعة إرهابية تتبع القاعدة، ضجة واسعة فى الصحف الأمريكية، ورأت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن هذه الواقعة تبرهن على "ازدهار الإرهاب المحلى" فى البلاد، وتزايد خطورة تهديد بات جزءا من نسيج المجتمع الأمريكى. وتقول الصحيفة فى مقال للكاتب كولبرت كينج إن الطالب المصرى رامى زمزم، وهو طالب فى كلية طب الأسنان، والشباب الأربعة فى رابطة هوارد كان قد ألقى القبض عليهم فى باكستان الأسبوع الماضى، حيث اتهموا بمقابلة جماعة إرهابية لها صلة بالقاعدة فى مدينة سارجودا، سعياً فى الالتحاق بجيوش المجاهدين، وشن هجمات ضد القوات الأمريكية فى أفغانستان. ووفقاً لما تداولته الأنباء، أكدت مديرة رابطة هوارد للطلاب المسلمين، سميرة على، التى عرفت زمزم لمدة ثلاثة أعوام أنها لم تشك أبداً فى أن يتورط زمزم فى مثل هذه الأنشطة المتطرفة حيث كان "شاب لطيف، ومؤدب، وودود للغاية". ويرى الكاتب أن هذه الواقعة إن دلت على شىء إنما تدل على نشوب نوع جديد من الإرهاب يخرج من الولاياتالمتحدةالأمريكية نفسها. غير أن نيويورك تايمز أكدت من جانبها أن الكثير من خبراء مكافحة الإرهاب خلصوا إلى أن المسلمين لم يكونوا عرضة للتطرف، وما يبرر وجهة نظرهم تلك، هو عدم تعرض البلاد إلى هجمة انتحارية أخرى بعد هجمات 11 سبتمبر، فضلاً عن عدم وجود أى خلايا إرهابية سرية. وتقول نظريتهم إن المسلمين الأمريكيين استطاعوا التكيف واستيعاب المجتمعات الأمريكية باختلافها بل وحققوا مساحة من التقدم الملحوظ، كما أظهروا القليل من حالة العزلة والاغتراب مع المقارنة بين نظرائهم الأوروبيين، ناهيك عن الانجذاب إلى العنف الناتج عن التشدد. ولكن على الرغم من ذلك، تنافت الأحداث الأخيرة مع حيثيات نظرية مكافحة الإرهاب حيث اتهم بعض الأمريكيين المسلمين بالانجذاب إلى المشاريع الإرهابية، منها كارثة القاعدة العسكرية فورت هود، الشهر الماضى، وآخرها قيام خمسة شباب من فرجينيا بالذهاب إلى باكستان سعياً للجهاد، الأمر الذى أخضع فكرة أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لديها مناعة ضد الإرهابيين المحليين للتساؤل. للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.