اقتحم مسلحون موالون لروسيا مركزا للشرطة الأوكرانية فى أوديسا اليوم الأحد وحرروا نحو 70 ناشطا من زملائهم بينما ألقى رئيس الوزراء باللائمة على فساد الشرطة فى سقوط عشرات القتلى خلال أعمال شغب يوم الجمعة. الماضى وهتف المسلحون "الروس لن يتخلوا عن مواطنيهم" بينما هشموا النوافذ واقتحموا بوابة المجمع الذى كان يحتجز فيه زملاؤهم منذ الاضطرابات التى وقعت يوم الجمعة. وهتف آخرون "روسيا... روسيا" و"لن نغفر".وقالت شرطة أوديسا إنه تم تحرير 67 ناشطا. وقدمت شارة سان جورج بلونيها البرتقالى والأسود لبعض الضباط وحياهم الحشد المكون من بضع مئات. وأصبحت هذه الشارة الخاصة بالجيش الروسى رمزا للثورة. ومع اشتداد حدة الأزمة ثارت تساؤلات حول قدرة الجيش وكذلك الشرطة على مواجهة انتفاضة تقول كييف إنها مدعومة من موسكو وتقودها على الأرض القوات الخاصة الروسية وهو اتهام ينفيه الكرملين. وقالت الشرطة فى ميناء ماريوبول بشرق البلاد إن انفصاليين موالين لروسيا استدرجوا جنودا عند نقطة تفتيش لتناول طعام به مادة منومة. واحتجز الجنود بأسلحتهم مما أدى إلى محادثات مطولة للإفراج عنهم. وتحدث رئيس الوزراء ارسينى ياتسينيوك فى أوديسا المطلة على البحر الأسود واتهم روسيا بتدبير اشتباكات الجمعة هناك التى أسفرت عن مقتل اكثر من 40 ناشطا مواليا لروسيا فى حريق بمبنى نقابة العمال. لكنه خص الشرطة بالانتقاد مشيرا إلى أنها كانت أكثر اهتماما بجنى ثمار الفساد بدلا من الحفاظ على النظام. وقال إنه لو كانت الشرطة أدت واجبها "لأمكن التصدى لهذه المنظمات الإرهابية."وأقيل قائد شرطة أوديسا يوم السبت وقال ياتسينيوك إن من المزمع إجراء تغييرات أخرى فى القيادة. وكانت اشتباكات يوم الجمعة الأكثر دموية منذ الإطاحة بالرئيس المدعوم من موسكو فيكتور يانوكوفيتش فى فبراير شباط وبدء انتفاضات المسلحين الموالين لروسيا فى منطقة الشرق الصناعية. كما كانت الاشتباكات هى الأعنف خارج حدود الشرق منذ سقوط يانوكوفيتش. وقال ياتسينيوك الذى تولت حكومته المدعومة من الغرب الحكم بعد فرار يانوكوفيتش وتهدف الى إجراء انتخابات لاختيار رئيس جديد للبلاد خلال ثلاثة أسابيع "سقط عشرات القتلى بسبب حملة معدة بعناية وتحرك منظم ضد الناس.. ضد أوكرانيا وضد أوديسا." وسقط القتلى بعد اشتباكات شملت إلقاء قنابل حارقة وإطلاق نار بين أنصار ومعارضى موسكو فى شوارع أوديسا التى يغلب على سكانها المتحدثون بالروسية.وحوصر النشطاء الموالون لروسيا فى مبنى اشتعلت فيه النيران. ولم يتضح من الذى ألقى القنابل الحارقة التى أشعلت الحريق لكن متظاهرين موالين لموسكو عند مركز للشرطة اليوم الأحد حملو المسؤولية لنشطاء موالين لكييف. ورفض ياتسينيوك اتهامات روسية بأن حكومته تؤجج إراقة الدماء فى الشرق بعملية تهدف لاستعادة سلطة كييف فى عدد من المدن التى تقع تحت سيطرة الانفصاليين.وقال "عملية الحوار بدأت لكن يطغى عليها دوى إطلاق النار من الأسلحة الآلية الروسية الصنع." وقالت روسيا التى ضمت شبه جزيرة القرم الأوكرانية فى مارس إنها ستحاول تنظيم محادثات بين كييف وممثلين من الجنوب الشرقى وقال نائب وزير الخارجية الروسى جريجورى كاراسين لقناة روسيا 24 التلفزيونية "يبدو أنه بدون مساعدة خارجية لن تستطيع سلطات كييف إقامة هذا الحوار." وفى موسكو قال الكرملين اليوم الأحد إن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بحثا الأزمة الأوكرانية فى اتصال هاتفى وشددا على أهمية أن يكون هناك "تحرك دولى فاعل" لتقليل التوتر. وبحث الزعيمان أيضا إمدادات الغاز الروسى ونقله استنادا إلى نتائج اجتماع عقد فى الآونة الأخيرة فى وارسو. وكانت روسيا قد هددت فى وارسو يوم الجمعة بقطع إمداداتها من الغاز الطبيعى إلى أوكرانيا فى يونيو حزيران إذا لم تتلق دفعات مسبقة فى تصعيد للخلاف بين موسكووأوكرانيا والاتحاد الأوروبى بسبب إمدادات الغاز. وقال وزير الخارجية الألمانى إنه يسعى لعقد مؤتمر دولى ثان فى جنيف بين روسياوأوكرانيا والولايات المتحدة وأوربا لتسوية النزاع. وتتبادل موسكو وكييف الاتهامات بإفساد الاتفاق الرباعى لإنهاء الصراع الذى وقع فى جنيف فى 17 ابريل نيسان. وتعرض الجيش لموقف محرج قرب بلدة ماريوبول بشرق أوكرانيا حين قبل جنود عند نقطة تفتيش طعاما قدمته لهم مجموعة قدمت نفسها على أنها لمواطنين يعملون فى خدمة المجتمع. وشاعت هذه التبرعات فى الأسابيع الأخيرة لافتقار القوات الأوكرانية للموارد بشدة. وقال القائم بأعمال قائد قسم الشرطة الجنائية فى ماربوبول اليكسى بانيوتوف "تبين أن الطعام يحتوى على مادة سببت نوم الجنود. "بعد نحو نصف ساعة وصلت مجموعة من 20 مجهولا فى ثلاث سيارات واستغلت نومهم وأسرتهم ومعهم أربع بنادق آلية." وتم الإفراج اليوم الأحد عن الجنود الخمسة الذين أسروا أمس السبت وذلك بعد مفاوضات بين الشرطة ومسلحين موالين لروسيا
