أسقط انفصاليون مؤيدون لروسيا طائرتي هليكوبتر أوكرانيتين اليوم الجمعة مما أدى لمقتل اثنين من طاقمها في الوقت الذي وجهت فيه موسكو الاتهام لكييف بتدمير الآمال في السلام عبر شن هجوم "إجرامي" لاستعادة بلدة سلافيانسك التي يسيطر عليها انفصاليون. وقال الانفصاليون إن القوات الأوكرانية قتلت ثلاثة من مسلحيهم واثنين من المدنيين حين دخلت سلافيانسك في الساعات الأولى لكن القوات النظامية لم تسيطر الا على خمس نقاط تفتيش تابعة للانفصاليين. وقالت الشرطة إن في اوديسا بجنوب البلاد قتل شخص بالرصاص في اشتباكات بين مؤيدين لوحدة أوكرانيا ونشطاء موالين لموسكو. وقذف محتجون القنابل الحارقة والحجارة خلال الاشتباكات. وعلى الرغم من أن القوات الاوكرانية بدأت واحدة من أكبر عملياتها العسكرية المشتركة حتى الآن فان تقدمها على الأرض في الشرق محدود. واتهم المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كييف بإطلاق النار على المدنيين من طائرات في "عملية عقابية" دمرت خطة سلام دولية. وقال المتحدث باسم الكرملين إن روسيا تشعر "بقلق بالغ" بشأن مصير الروس في المدينة الواقعة بشرق اوكرانيا بمن فيهم مبعوث أرسل للمساعدة في تحرير رهائن أجانب. ونقلت وكالات أنباء روسية اليوم الجمعة عن البعثة الروسية في الأممالمتحدة قولها إن روسيا دعت إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي لبحث العملية التي يقوم بها الجيش الأوكراني في مدينة لوهانسك بجنوب شرق البلاد. ويبدو أن لغة الخطاب التي يغلب عليها الانفعال تزيد من حدة الموقف بينما تحشد موسكو عشرات الالاف من جنودها على الحدود وتقول إن لها الحق في الغزو إذا اقتضت الضرورة لحماية الناطقين بالروسية. وفي بلدة سلافيانسك أشد المواقع التي يسيطر عليها الانفصاليون تحصينا في شرق أوكرانيا سمع دوي إطلاق نار وشاهدوا طائرة هليكوبتر تفتح النار قبل الفجر. وبعد عشر ساعات ساد الهدوء في البلدة إلى حد بعيد وظلت المحلات مغلقة بينما سيطر الانفصاليون المسلحون على الشوارع. وتقدمت القوات الأوكرانية في مركبات مدرعة لتحتل مواقع أقرب من الضواحي لكن لايزال الانفصاليون يسيطرون على البلدة التي يسكنها 130 ألف شخص. وقال القائم بأعمال الرئيس الأوكراني أولكسندر تيرتشينوف اليوم الجمعة إن قوات حرس الحدود تصدت لمحاولات "مخربين مسلحين" روس عبور الحدود مساء الخميس. وقال تيرتشينوف في بيان إن استعادة بلدة سلافيانسك لم تتقدم بالسرعة المأمولة وزاد من صعوبتها أن المتمردين المؤيدين لروسيا يختبئون "وراء المواطنين" و"يطلقون النار من عمارات سكنية". كما أقدم الانفصاليون المؤيدون لروسيا يوم الخميس على عدد من التحركات وقال مسؤول في السكك الحديدية إنهم سيطروا على مركز تحكم في حركة القطارات في دونيتسك. وقطع الانفصاليون الكهرباء مما أصاب حركة القطارات بالشلل. وقالت كييف إن الصواريخ التي تسببت في إسقاط طائرتي الهليكوبتر دليل على أن القوات الروسية متواجدة في المنطقة. وتنفي موسكو أن تكون قواتها على الأرض. لكن حديث الكرملين عن التهديدات الخطيرة ضد المدنيين يسلط الضوء على مخاوف من تحرك روسي لضم أراض قبل تصويت يعتزم الانفصاليون إجراءه يوم 11 مايو للحصول على تفويض للانفصال عن كييف على غرار الاستفتاء الذي أجرته شبه جزيرة القرم قبل أن تضمها موسكو في مارس . وألقى المتحدث باسم بوتين اللوم على الحكومة الأوكرانية التي تولت السلطة بعد شهرين من الإطاحة بالرئيس المدعوم من موسكو فيكتور يانوكوفيتش وهروبه لروسيا نتيجة احتجاجات مؤيدة للغرب.