سلطت صحيفة الجارديان البريطانية الضوء على أوضاع المعاقين فى الشرق الاوسط، وتحديداً فى مصر، وقالت فى تقرير كتبه جاك شينكر، إن ملايين من المعاقين فى المجتمعات العربية وشمال أفريقيا يعانون من الإقصاء والتمييز ومن الفقر بكل تاكيد. يبدأ الكاتب بسرد تجربة كرة قدم شارك فيها فى القاهرة وكان الطرف الآخر فيها فريق كل لاعبيه من الصم. وكانت تجربة غريبة، على حد تعبيره، حيث أن صيحات التشجيع العادية والتهنئة والانزعاج بين جميع أفراد الفريق تم استبدالها بلغة الإشارة وكان الأمر الأكثر غرابة بانسبة له هو رد فعل أصدقائه المصريين الذين اعتقدوا أنه لا يمكن أن يكون هناك مثل هذا الأمر، أى فرق كرة قدم من الصم. وينقل شينكر عن هناء حلمى التى تدير مركز للأطفال المعاقين ذهنياً فولها، إن فكرة أن الأطفال المعاقين ذهنياً يمكن أن يعتمدوا على لأنفسهم ويتكاملوا مع المجتمع المصرى غريبة تماماً، فمعظم الناس يعتقدون أن موتهم أفضل. ويواجه الذين يعانون من صعوبة فى السمع أو من الشلل الدماغى تحديات مفزعة تشير إلى نقطة مشتركة وهى أن هناك عوائق تقف فى طريق المعاقين فى الشرق الأوسط، ممن يريدون أن تكون لهم تجربة فى الإبداع والتعبيرعن أنفسهم. هذه العوائق ترجع جزئياً إلى عدم مرونة الهياكل السياسية وكذلك إلى المواقف الاجتماعية المنتشرة على نطاق واسع والتى تميل إلى تهميش هؤلاء الذين يختلفون جسدياً أو عقلياً عن الأغلبية ولا يتعلق الأمر فقط بأن المعاقين غير مرئيين كما جاء فى تقرير التنمية البشرية العربية الأخيرة "ضعف هؤلاء البعيدون عن الرؤية"، ولكن أيضا أن تصوريهم يقتصر فقط على إعاقتهم فقط. فبحسب تقرير البنك الدولى، هناك ما يقرب من 30 مليون معاق فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يوجد ارتباط وثيق بين الإعاقة والفقر أكثر مما عليه الحال فى الغرب. ففى مصر وحدها يوجد 4 ملايين معاق فى حاجة إلى نوع من التأهيل للإعاقة، وربما يوجد مثل هذا الرقم لا يظهر فى الإحصاءات الرسمية. وفى الدول العربية المجاورة فغإن هؤلاء الذين يتم تصنيفهم كمعاقين ينضمون إلى طبقة الفقر المدقع فى البلاد وقد أظهرت الدراسات أن الحصول على التعليم والرعاية الصحية والوظائف فى مصر يتبدد بعد ظهور الإعاقة. واعتبر الكاتب أن التشريعات الحكومية فى مصر تحمى حقوق المعاقين نظرياً، ولكن بنفس الطريقة التى تتعامل بها مع أغلب المواطنين فالنظام الاستبدادى للرئيس مبارك نادراً ما يطبق خطبه فى إجراءات ملموسة وهناك افتقار عام للدعم المؤسسى للمعاقين الذين يفتقدون الرعاية فى مصر. فالفكرة القائلة بأن الاشخاص المعاقين بعيدون إلى حد ما عن المعرفة المشتركة لماهية "البشر العادين"، أى التجارب العادية التى نتشارك فيها جميعاً الأكل والشرب والتعلم والحب والاستمتاع والأسى، لها عواقب وخيمة وتجعلهم تحت رحمة الصور النمطية السلبية. للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.